قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، عيدان رول، الإثنين 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن إسرائيل "ليست واثقة من مستقبل علاقاتها التي أقامتها مع السودان مؤخراً"، بعد الإجراءات التي اتخذها الجيش وأطاح بموجبها بحكم المدنيين في السلطة.
وكالة Bloomberg الأمريكية، ذكرت أن رول قال للصحفيين: "أعتقد أنه من السابق لأوانه تحديد إن كان سيكون لنا شريك لمواصلة جهودنا المتعلقة باتفاقات إبراهام أم لا. نحن نراقب الوضع عن كثب، لكن الأمور لم تستقر بعد. ولا يزال الوضع شديد الحساسية".
أضاف رول، الذي التقى وزير العدل السوداني في أبو ظبي الشهر الماضي: "الأمر ليس بيدنا في هذه المرحلة. ولا يتوفر ما يكفي من الوضوح حتى بالنسبة لنا للإعلان عن موقفنا من هذه المسألة وإلى أين تتجه".
كان السودان قد أعلن تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل العام الماضي، في إطار صفقة توسطت فيها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وشهدت أيضاً حذف الولايات المتحدة للسودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد 27 عاماً من إدراجه بها.
إلا أن التطبيع الذي دعمه الجيش السوداني بقوة كان إحدى نقاط الخلاف العديدة بين المكونين المدني والعسكري في الحكومة الانتقالية، التي تولت حكم البلاد بعد إطاحة الاحتجاجات بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019.
حتى قبل تحرك الجيش السوداني ضد المسؤولين المدنيين في البلاد، كان كبار المسؤولين المدنيين بالسودان يشكون "إلى كل من المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين والأمريكيين بشأن الاتصالات الجانبية غير المُنسَّقة بين جهاز الموساد الإسرائيلي والمسؤولين العسكريين السودانيين"، وفقاً لما ذكره موقع Axios الأمريكي.
لم يوقع السودان وإسرائيل حتى الآن اتفاقاً رسمياً بشأن العلاقات الدبلوماسية، وبحسب الموقع الأمريكي تمت صياغة اتفاقية مبدئية، لكن السودانيين يريدون المصادقة عليها من قبل إدارة جو بايدن وتوقيعها في حفل يقام بواشنطن. لكن حتى الآن تشكو الخرطوم من سوء التواصل مع تل أبيب.
يُشار إلى أن السودان يشهد منذ أكثر من أسبوع، احتجاجات وتظاهرات رفضاً لما يعتبره المعارضون "انقلاباً عسكرياً"، جراء إعلان الجيش حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء، وإعفاء الولاة، واعتقال وزراء ومسؤولين وقيادات حزبية في البلاد.
قبلها، كان السودان يعيش منذ 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.