دعت سلطات العاصمة الإثيوبية أديس أبابا السكان، الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، للاستعداد للدفاع عن الأحياء التي يقيمون فيها بعد أن أشارت القوات المتمردة في إقليم تيغراي بشمال البلاد، والتي تقاتل الحكومة المركزية منذ عام، إلى أنها قد تزحف صوب المدينة.
واندلع الصراع في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما استولت قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، تضم بعض الجنود، على قواعد عسكرية في إقليم تيغراي الشمالي. ورداً على ذلك أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد مزيداً من القوات إلى المنطقة.
الدفاع عن أديس أبابا ضد المتمردين
قالت إدارة أديس أبابا، في بيان نشرته وكالة الأنباء الإثيوبية، إن السكان يجب أن يستخرجوا تراخيص بحمل أسلحتهم وأن يتجمعوا في الأحياء السكنية.
جاء في البيان أن السلطات تُجري تفتيشاً من بيت إلى بيت في العاصمة وتُلقي القبض على مثيري الاضطرابات.
مضى البيان قائلاً: "يستطيع السكان التجمع في محال إقامتهم وأن يحرسوا الأماكن القريبة منهم… ننصح مَن بحوزتهم أسلحة ولكنهم لا يستطيعون المشاركة في حراسة الأماكن القريبة منهم بأن يسلموا هذه الأسلحة إلى الحكومة أو إلى أقرب أقاربهم أو أصدقائهم".
صدر هذا النداء بعد أن قالت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إنها سيطرت على عدة بلدات في الأيام الأخيرة، وإنها تبحث الزحف على أديس أبابا التي تبعد نحو 380 كيلومتراً عن مواقعها المتقدمة.
إلى الآن لم يرد ليجيسي تولو، المتحدث باسم الحكومة الاتحادية، على طلب للتعليق.
هيمنت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على الحياة السياسية في إثيوبيا لقرابة ثلاثة عقود، لكنها فقدت الكثير من نفوذها عندما شغل آبي أحمد المنصب في عام 2018 بعد احتجاجات مناوئة للحكومة استمرت سنوات.
ساءت العلاقات مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بعد أن اتهمت الجبهة آبي أحمد بأنه يحكم البلاد مركزياً على حساب الولايات الإثيوبية. وينفي آبي أحمد الاتهام.
كما زعزعت الحرب التي يتسع نطاقها استقرار ثاني أكبر الدول الإفريقية سكاناً والتي كانت تعتبر حليفاً مستقراً للغرب في منطقة مضطربة.
قوات تيغراي تواصل تقدمها
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي جيتاتشيو رضا، الثلاثاء، إن قوات تيغراي سيطرت على بلدة بوركا في إقليم أمهرة المجاور. وإلى الآن لم يرد متحدثون باسم الحكومة والجيش الإثيوبي وحكومة إقليم أمهرة على طلبات للتعليق.
بينما قال جيتاتشيو، في مطلع الأسبوع، إن قوات تيغراي سيطرت على بلدتي ديسي وكومبولتشا. وخالف متحدث باسم الحكومة الاتحادية ما جاء في تصريحات المتحدث باسم قوات تيغراي، لكنه أصدر بياناً في وقت لاحق، قال فيه إن "متسللين" قتلوا مئة شاب في كومبولتشا.
ليل الإثنين قالت قوات تيغراي إنها انضمت إلى مقاتلين من قوات في إقليم أورومو يقاتلون الحكومة المركزية أيضاً. والأورمو هم أكبر مجموعة عِرقية في إثيوبيا. وكثير من زعمائهم السياسيين في السجون.
فيما تسبب الصراع في معاناة نحو 400 ألف شخص في تيغراي من المجاعة كما أودى بحياة آلاف المدنيين وأجبر أكثر من مليونين ونصف المليون على النزوح عن ديارهم.