أعرب وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب، مساء الأحد 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عن استغرابه لما اعتبرها "قساوة سعودية" تجاه بلاده، وحث جامعة الدول العربية على الدعوة إلى حوار لمعالجة أزمة متصاعدة بين بيروت والرياض.
جاءت تصريحات الوزير بعد يومين من إعلان السعودية والإمارات والبحرين والكويت سحب سفرائها من بيروت، احتجاجاً على تصريحات لوزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، حول الحرب المتواصلة في اليمن منذ نحو 7 سنوات.
قبل تعيينه وزيراً في (سبتمبر/أيلول 2021)، قال قرداحي في مقابلة متلفزة سُجلت في أغسطس/آب الماضي، وبُثت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات"، واصفاً الحرب التي تقودها المملكة باليمن منذ 2015 بـ"العبثية".
الوزير بو حبيب وفي مقابلة مع قناة "الجديد" التلفزيونية، قال إن لبنان يحاول الاتصال بدول كبيرة ومؤثرة للمساعدة في الحوار مع السعودية، معتبراً أن "هناك قساوة سعودية لا نتفهمها، فالمشاكل بين أي دولتين يتم حلها عبر الحوار، وهذا ما لم يحصل بعد".
أضاف بو حبيب: "لن نقبل أن تُحل الأزمة على حساب السعودية أو على حساب لبنان، ولتتحرك جامعة الدول العربية وتدعو إلى الحوار". فيما لم يصدر تعليق على الفور من قبل الرياض بهذا الخصوص.
في سياق متصل، وفي رده على سؤال، نفى بو حبيب ما يتردد عن سيطرة جماعة "حزب الله" (حليفة إيران) على لبنان، وقال إن "حزب الله مكون أساسي في بلادنا، لكنه ليس كل البلد ولا يهيمن عليه".
كان وزير الخارجية السعودية، فيصل بن فرحان، قد قال السبت 30 أكتوبر 2021 إن "التعامل مع بيروت غير ذي جدوى في ظل هيمنة حزب الله على النظام السياسي اللبناني، ليست هناك أزمة مع لبنان، بل أزمة في لبنان بسبب هيمنة وكلاء إيران".
بدورها أكدت الحكومة اللبنانية، أكثر من مرة، أن تصريحات قرداحي لا تعكس موقفها الرسمي، وأنها حريصة على الحفاظ على أطيب العلاقات مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما السعودية. فيما دعا سياسيون لبنانيون، بينهم نواب برلمان، قرداحي إلى الاستقالة.
إلا أن وزير الإعلام قال أمس الأحد إن استقالته من الحكومة "غير واردة"، وذلك غداة إعلان بو حبيب أن زميله يدرس مقترح الاستقالة.
يُذكر أنه في مايو/أيار 2021، طلب وزير الخارجية اللبناني آنذاك شربل وهبة، إعفاءه من مهامه، إثر تصريحات اعتبرها البعض مسيئة للسعودية وبقية دول الخليج.
تاريخياً، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، إلا أنها توترت عام 2017، إذ اتهمت السعودية "حزب الله" بأنه يسيطر على القرار السياسي والأمني في لبنان، وهو ما تنفي الجماعة صحته عادة.