أعلنت الحكومة اليمنية، الإثنين 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، ارتفاع حصيلة قتلى هجوم صاروخي قالت إن الحوثيين شنّوه على منطقة سكنية في محافظة مأرب وسط البلاد، إلى 39 مدنياً.
في وقت سابق من الإثنين، أعلنت سلطات مأرب سقوط 29 مدنياً بين قتيل وجريح في مديرية الجوبة جنوب المحافظة؛ إثر استهدافهم بقصف صاروخي حوثي، مساء الأحد.
حيث قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، إن "استهداف ميليشيا الحوثي لمسجد ودار الحديث (تابع للسلفيين) بمنطقة العمود المكتظة بالسكان، في مديرية الجوبة، بالصواريخ الباليستية، أسفر عن استشهاد 39 مدنياً وإصابة آخرين"، وفق وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".
الإرياني رأى أن هذا الهجوم "يأتي ضمن النهج الإجرامي للميليشيا (يقصد الحوثيين) لاستهداف دور العبادة وكل من لا يؤمن بمشروعها الإيراني الطائفي".
"جرائم القتل اليومي"
في حين دعا الوزير اليمني، المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمبعوثَين الأممي والأمريكي، ومنظمات حقوق الإنسان إلى "القيام بمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية وإدانة ووقف جرائم القتل اليومي للمدنيين، وملاحقة وتقديم المسؤولين عنها من قيادات وعناصر ميليشيا الحوثي للمحاسبة باعتبارهم مجرمي حرب".
بينما لم يصدر على الفور تعقيب من الحوثيين على هذه التصريحات، لكن الجماعة عادةً ما تنفي استهدافها المدنيين.
يشار إلى أنه منذ فبراير/شباط الماضي، كثف الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة عليها؛ لكونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيسي لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتُّعها بثروات من النفط والغاز ووجود محطة فيها كانت قبل الحرب تغذي معظم المحافظات بالتيار الكهربائي.
"تدمير موقعين للحوثيين"
كان التحالف العربي قد أعلن، في وقت سابق من الإثنين، تدمير موقعين للصواريخ الباليستية في محافظتي صعدة وعمران اللتين تخضعان لسيطرة الحوثيين شمال اليمن، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
التحالف، الذي تقوده السعودية، أفاد بأن "عملية التدمير شملت منصات الإطلاق والصواريخ الباليستية بالموقعين"، لافتاً إلى أنه "تم تحييد هجمات وشيكة وعدائية ضد المدنيين والأعيان المدنية بالمملكة"، دون التطرق إلى تفاصيل أخرى.
فيما اعتاد الحوثيون إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة على مناطق سعودية، مقابل إعلانات متكررة من التحالف العربي، الذي تقوده المملكة في اليمن بإحباط هذه الهجمات، في حين خلّف بعضها ضحايا مدنيين.
من جهته، دعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد جريسلي، والمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إلى فتح ممر آمن للمدنيين والمساعدات.
جدير بالذكر أن اليمن يشهد حرباً منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.