قالت الحكومة اللبنانية، السبت 30 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إنها حريصة على الحفاظ على أطيب العلاقات مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما المملكة العربية السعودية، وذلك عقب عقد اجتماع خلية الأزمة الوزارية، بناء على طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
يأتي ذلك بعد غضب خليجي بسبب تصريحات لقرداحي، في مقابلة عُرضت الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، (سُجلت في أغسطس/آب الماضي)، وقال فيها إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".
بحضور ممثلين أمريكيين
وقال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب: "تواصلنا مع الأمريكيين لحضور الاجتماع، لأنهم قادرون على معالجة الأزمة الراهنة".
كانت قناة "المؤسسة اللبنانية للإرسال" LBC (خاصة)، ذكرت أن القائم بأعمال السفارة الأمريكية في لبنان ريتشارد مايكلز انضم إلى اجتماع خلية الأزمة لمدة نصف ساعة.
ولفت إلى أن "الجهات الدولية التي تواصل معها رئيس الحكومة طلبت منه عدم التفكير في الاستقالة".
بدوره، أكد وزير التربية أن "العمل الحكومي مستمر ولا يمكن ترك البلد من دون حكومة بالنظر إلى الأزمات التي يعيشها".
مغادرة سفراء لبنان
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الخارجية الكويتية أن الكويت طالبت القائم بأعمال السفارة اللبنانية بمغادرة أراضيها خلال 48 ساعة، كما استدعت سفيرها من لبنان.
جاء هذا القرار بعد إجراءٍ مشابه اتخذته البحرين، التي طالبت سفير لبنان بمغادرة أراضيها وأمهلته 48 ساعة.
سبق ذلك طلب السعودية من سفير لبنان، الجمعة 29 أكتوبر/تشرين الأول 2021، مغادرة البلاد خلال 48 ساعة، واستدعاء سفيرها في بيروت للتشاور.
ضغوط على لبنان
ردود الأفعال الرسمية على تصريحات قرداحي وضعت حكومة رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، تحت ضغط كبير، كما أن قرداحي بات يواجه ضغوطاً متزايدة لتقديم استقالته للحكومة، لكن قرداحي أبدى تمسكاً بموقفه، ورفض "الاعتذار" عن "آرائه الشخصية". وقال "أنا لم أخطئ في حق أحد، ولم أتهجم على أحد، فلِمَ أعتذر؟".
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، إن حزب الله يتحمل مسؤولية الشقاق الدبلوماسي بين لبنان ودول خليجية، من بينها السعودية، وقال في تغريدة على تويتر: "المسؤولية أولاً وأخيراً تقع في هذا المجال على حزب الله، الذي يشهر العداء للعرب ودول الخليج العربي".
يتوقع أن تتسبب الأزمة مع السعودية في قلب الموازين في لبنان رأساً على عقب، وتدفع مسؤوليه نحو حسابات جديدة.
كانت السعودية قد قررت، في أبريل/نيسان 2021، منع دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية أو عبورها من أراضيها، بعد إحباط تهريب أكثر من مليوني قرص مخدر مخبأة في شحنات الفواكه اللبنانية.
الكاتب والمحلل السياسي منير الربيع، قال في تصريح لوكالة الأناضول، إن "الإجراءات السعودية كانت متوقعة، خاصة أن موقف الرياض (التصعيدي) ليس مرتبطاً فقط بموقف قرداحي، وإنما نتيجة أزمة تمتد لعدة سنوات مع لبنان".
أضاف الربيع أن "لبنان لم يتخذ أي إجراءات من أجل ترتيب العلاقة مع دول الخليج بعدما تراجعت في الفترة الماضية"، ورأى أن الخطوة السعودية هي رسالة أساسية لحكومة نجيب ميقاتي، التي تعتبر الرياض أنها حكومة "حزب الله"، على حد وصف المتحدث.
يُشار إلى أنه تاريخياً كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، إلا أنها توترت عام 2017، إذ اتهمت السعودية "حزب الله" بأنه يسيطر على القرار السياسي والأمني في لبنان، فضلاً عن تدخله في حرب اليمن بدعم جماعات تعمل ضدها.