أعلنت فرنسا، الخميس 28 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أنها "قلقة" بعد استخدام القوات الأوكرانية طائرة مسيرة هجومية تركية الصنع ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، معتبرةً أن ذلك يتعارض مع "إجراءات تعزيز" وقف إطلاق النار.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، آن كلير لوجاندر، قالت إن باريس "تشعر بالقلق من تكثف الأعمال العدائية في شرق أوكرانيا وضمن ذلك الاستخدام المتكرر لأسلحة ثقيلة محظورة بموجب اتفاقات مينسك، وإعلان هيئة أركان الجيش الأوكراني استخدام طائرة مسيرة مسلحة من طراز بيرقدار".
أضافت المتحدثة أن "هذه التطورات تتعارض مع إجراءات تعزيز وقف إطلاق النار التي دخلت حيز التنفيذ في 27 يوليو/تموز 2020".
جاء ذلك بعد أن نشر الجيش الأوكراني، مساء الثلاثاء، تسجيل فيديو يتضمن إطلاق نار من الجو على هدف على الأرض. وقالت كييف إن هذا القصف "أول استخدام قتالي" لطائرة مسيرة من طراز "بيرقدار تي بي2" التي صممتها تركيا وتستخدم للاستطلاع.
قال الجيش الأوكراني إنه دمر بهذه الطائرة مدفعية "هاويتزر دي-30" للمتمردين الموالين لروسيا، رداً على قصف من هذه المدفعية أسفر عن سقوط قتيل وجريح من الجنود الأوكرانيين.
ويشهد شرق أوكرانيا منذ 2014، نزاعاً أدى إلى سقوط أكثر من 13 ألف قتيل بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا.
وكانت موسكو عبّرت، الأربعاء، عن استيائها من استخدام قوات كييف طائرة مسيّرة هجومية تركية الصنع ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، مشددة على خطورة ذلك على الاستقرار على الجبهة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن تسليم مثل هذه الأسلحة إلى كييف قد يؤدي إلى "زعزعة استقرار الوضع" على الجبهة.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، أن روسيا تتحقق وضمن ذلك مع السلطات الانفصالية، من المعلومات الأوكرانية.
قوة الطائرات المسيرة التركية
في السنوات الأخيرة، سلّمت تركيا طائرات مسيّرة عدة إلى أوكرانيا، وهو مجال تريد أن تصبح فيه أنقرة أحد المنتجين الرئيسيين في العالم. وأعلنت كييف من جهتها مطلع أكتوبر/تشرين الأول، تشييد مصنع على أراضيها للطائرات المسيّرة التركية.
يأتي ذلك بعد أن حققت الطائرات المسيرة التركية نتائج قوية في كل من شمال سوريا بقصف أهداف قوات النظام، وفي ليبيا ضد قوات خليفة حفتر والنجاح بصد عدوانه على طرابلس، وفي إقليم كاراباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا.
وقلبت هذه الطائرات منذ أن دخلت الخدمة قبل 5 أعوام، سير المعارك التي تخوضها تركيا ضد خصومها رأساً على عقب، لتكون تجسيداً لنجاح أنقرة في التحول لقوة كبرى بمجال تكنولوجيا الطائرات بدون طيار رغم القيود الأمريكية عليها، ولتكون مصدراً لزيادة قوة نفوذها الإقليمي في المنطقة.
وتُشغِّل تركيا أسطولاً مكوناً من 86 طائرة بيرقدار على الأقل، من طراز "تي بي 2" مسلحة، وباتت البلاد لاعباً ناشئاً يبرز بخطى سريعة في استخدام الطائرات دون طيار على مستوى العالم، وهو المجال الذي كانت تهيمن عليه الولايات المتحدة، وبدرجةٍ أقل المملكة المتحدة وإسرائيل، حتى ثلاث أو أربع سنوات مضت.