قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية أخبرت نواب البرلمان بأن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، فقدَ مؤخراً نحو 20 كيلوغراماً من وزنه، لكنه لا يزال يتمتع بصحة جيدة، ويبذل الجهود لحشد الولاء العام له في مواجهة الأزمات الاقتصادية المتفاقمة بالبلاد.
نقلت الصحيفة البريطانية، الخميس 28 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عن اثنين من النواب الذين حضروا الجلسة، أن جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي قدَّم تقييمه خلال إحاطة برلمانية مغلقة، الخميس، أشار فيها إلى استعانته بتقنيات الذكاء الاصطناعي وفحص للقطات فيديو فائقة الدقة لكيم ووسائل أخرى؛ للتحقُّق من حالة كيم الصحية.
الحالة الصحية لكيم تثير الاهتمام
كانت حالة كيم الصحية قد أصبحت محل اهتمام خارجي شديد في الأشهر الأخيرة، لأنه بدا أنحف على نحو ملحوظ في صور ومقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام حكومية.
تشتد أهمية الأمر إذا استحضرنا واقعَ أن كيم (37 عاماً) لم يعيّن خليفة له، علناً على الأقل، ويقول بعض الخبراء إن غيابه المفاجئ قد يؤدي إلى حالة من الفوضى في الدولة الفقيرة المسلحة نووياً.
مع ذلك، وعلى ما بدا على كيم من نحافة طارئة، فقد قال مراقبون ذوو باع في شؤون كوريا الشمالية، إن كيم لا يعاني مشكلات صحية ملموسة وإن فقدان وزنه ربما يكون بجهود منه لتحسين لياقته البدنية.
الصحيفة أوضحت أنهم استدلوا بأنه استمر في القيام بأنشطته العامة المعتادة ولم تظهر أي تطورات غير عادية في مقاطع الفيديو الصادرة عن كوريا الشمالية.
لكن الشائعات غير الموثوقة عنه استمرت في الظهور، فقد زعمت إحدى الصحف الصفراء أن كوريا الشمالية استعانت ببديلٍ هو الذي حضر المناسبات العامة الأخيرة وليس كيم.
مع ذلك، فقد قال النائب كيم بيونغ كي، إن جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي دحض هذا التقرير ووصفه بأنه لا أساس له.
انخفض وزن كيم جونغ 20 كيلوغراماً
قال النائب الكوري الجنوبي إن جهاز الاستخبارات أخبر نواب البرلمان بأن وزن كيم انخفض من نحو 140 كيلوغراماً إلى 120 كيلوغراماً. وأشار الجهاز إلى ما أورده سابقاً من أن كيم يبلغ طوله نحو 170 سم.
لفت تقرير الاستخبارات إلى أن كيم شارك في أنشطة وفعاليات عامة في 70 يوماً من هذا العام حتى الآن، بزيادةٍ قدرها 45% عن الفترة ذاتها من العام الماضي.
كما قال النائب إن جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي لاحظ أن كيم أزال صور والده وجدّه التي كانت معلَّقة في غرفة اجتماعات حزب العمال الحاكم.
نقل نائب كوري جنوبي آخر، هو النائب ها تاي كيونغ، عن تقرير جهاز الاستخبارات أن كوريا الشمالية بدأت في استخدام مصطلح (Kimjongunism)، وهي أيديولوجية سياسية سُميت على اسم كيم جونغ أون، ومستقلة عن الأيديولوجيات الحالية التي سميت على اسم والده وجدّه.
أصعب فترة في حكم زعيم كوريا الشمالية
بعد نحو 10 سنوات في المنصب، يصارع كيم لتجاوز ما يبدو أنه أصعب فترة في حكمه، بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تفاقمت بسبب وباء كورونا.
وفقاً لما نقله النائب ها تاي كيونغ عن جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي، فإن التجارة السنوية لكوريا الشمالية مع الصين، حليفها الرئيسي وشريان الحياة الاقتصادي، تراجعت بمقدار الثلثين هذا العام عن العام السابق، لتصل إلى نحو 185 مليون دولار.
أورد تقرير الاستخبارات الكوري الجنوبي أن مسؤولي كوريا الشمالية يعانون للتعامل مع ارتفاع أسعار السلع والنقص الحاد في الأدوية والإمدادات الأساسية الأخرى، والذي أدى إلى انتشار الأمراض التي تنتقل عبر الأغذية والمياه الملوثة مثل حمى التيفوئيد.
كما عجزت البلاد عن استيراد الورق والأحبار اللازمة لطباعة الأوراق النقدية، ما أجبر مسؤولي كوريا الشمالية على إصدار عملة مؤقتة.
في حين أدى كساد التجارة إلى شح المواد اللازمة للنشاط الصناعي، يدفع مسؤولو كوريا الشمالية العمال دفعاً إلى زيادة الإنتاج.
جاءت المعلومات التي كشف عنها جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي معزِّزةً لما أوردته التقارير الأخيرة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بأن كوريا الشمالية بدأت في تخفيف القيود الصارمة التي كانت مفروضة على حدودها للحد من انتشار كورونا؛ لكي تتيح الفرصة لتلقي مساعدات خارجية.