أعلن مسؤولون في الشرطة الأوروبية (يوروبول) ووزارة الخارجية الأمريكية عن توقيف نحو 150 شخصاً كانوا يشترون أو يبيعون مخدرات أو أسلحة على الإنترنت المظلم (دارك ويب) في كافة أنحاء العالم.
وكالة "فرانس برس" التي أوردت الخبر، الثلاثاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2021، قالت إن هذه الاعتقالات هي إحدى أكبر العمليات على الإطلاق ضد هذه النسخة الخفيّة من الإنترنت.
كما أفادت يوروبول أيضاً بمصادرة ملايين اليوروهات نقداً وبالبيتكوين إضافة إلى مخدّرات وأسلحة في هذه العملية المسمّاة "دارك هانتور" (DarkHunTOR).
أوضحت أيضا أن هذه العملية "كانت تقوم على سلسلة خطوات منفصلة لكن متكاملة في أستراليا وبلغاريا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة".
تفكيك شبكات في الإنترنت المظلم
تأتي العملية بعد تفكيك منصّة "دارك ماركت" (DarkMarket) في كانون الثاني/يناير بقيادة الشرطة الألمانية. وقدّم هذه المنصّة المحققون آنذاك على أنها "أوسع" نقطة شراء في السوق السوداء الإلكترونية.
في الولايات المتحدة، أُوقف حوالي 65 شخصاً في هذه العملية التي سمحت أيضاً بتوقيف 47 شخصاً في ألمانيا و24 في بريطانيا وأربعة في إيطاليا وأربعة في هولندا وغيرهم. ويشكل أشخاص عدة من بين الموقوفين "أهدافاً مهمّين" بالنسبة ليوروبول.
كما صادرت قوات الأمن أيضاً 26,7 مليون يورو نقداً وبالعملات الإلكترونية إضافة إلى مخدرات وخصوصاً 25 ألف حبّة اكستاسي و45 سلاحاً نارياً.
في إيطاليا، أغلقت الشرطة أيضاً سوقين غير قانونيتين تُسمّيان "ديب سي" (DeepSea) و"برولوسكوني" (Berlusconi) كانتا تعرضان سوياً "أكثر من مئة ألف إعلان لمنتجات غير قانونية"، بحسب يوروبول التي نفّذت عمليّتها بالتنسيق مع وحدة التعاون القضائي الأوروبية "يوروغاست".
"كنز من الأدلة"
بينما أوضحت يوروبول أن عملية التوقيف في كانون الثاني/يناير للمشغّل المفترض لمنصّة "دارك ماركت" الإنترنت المظلم وهو أسترالي يبلغ 34 عاماً على الحدود الألمانية الدانماركية "وفّرت للمحققين في كافة أنحاء العالم كنزاً من الأدلة".
تفكيك منصّة "دارك ماركت" حيث كانت تُباع مخدرات من كافة الأنواع وعملة مزوّرة وبيانات بطاقات ائتمان مسروقة أو مزوّرة وشرائح هاتفية بدون أسماء وحتى فيروسات إلكترونية، مرتبط بعملية تعود إلى أيلول/سبتمبر 2019 نُفذت في ألمانيا ضد موقع مهمّ يعرض خدمات غير قانونية على الإنترنت المظلم يُسمّى "سيبربانكر" Cyberbunker، وفق ما أعلنت النيابة آنذاك.
فيما يُشتبه في أن يكون مركز البيانات هذا الذي أُنشئ في قبو سابق لحلف شمال الأطلسي في جنوب غرب ألمانيا، استضاف منصّات عدة لبيع المخدرات إضافة إلى خوادم مستخدمة للاتجار بصور تتضمن مواد إباحية متعلقة بالأطفال أو هجمات إلكترونية.
من ذلك الوقت جمع المركز الأوروبي لمكافحة الجرائم المعلوماتية التابع ليوروبول معلومات لتحديد الأهداف الرئيسيين، وفق الوكالة.
العملية استمرت أشهراً
يتعرّض الإنترنت المظلم أو "دارك ويب" وهو نسخة موازية لشبكة الإنترنت حيث إخفاء هوية المستخدمين مضمون، لهجمات متزايدة منذ أشهر من جانب أجهزة الشرطة الدولية.
قال مساعد مدير العمليات في يوروبول جان-فيليب لوكوف الثلاثاء إن "هدف عمليات كهذه هو القول للمجرمين الذين ينشطون على الإنترنت المظلم إن المجتمع المكلّف فرض احترام القانون يمتلك وسائل وشراكات دولية لكشفهم".
من جانبها، أشارت مساعدة وزير العدل الأمريكي ليزا موناكو خلال مؤتمر صحفي في واشنطن أن في الشقّ الأمريكي من العملية، كانت 90% من أصل مئتي ألف حبة مصادرة، تحتوي على مواد أفيونية مزيفة ومخدرات أخرى خطيرة للغاية مثل الفنتانيل.
بدوره أوضح ضابط في الشرطة الفرنسية المتخصصة في جرائم المعلوماتية لوكالة الأنباء الفرنسية أن العملية استمرّت أشهراً.
في فرنسا مثلاً، "أوقف ثلاثة أشخاص، هم رجلان وامرأة، في حزيران/يونيو". وتمّت مصادرة أصول جنائية بقيمة 35 ألف يورو. وكان الأشخاص الثلاثة يديرون موقعاً على الإنترنت المظلم اسمه "لو موند باراليل" (Le Monde parallele) أو "العالم الموازي". وكان أحدهم المدير وآخر المنسّق والثالث الشخص المكلّف تأمين المعاملات.
قال الضابط: "على هذا الموقع الذي يضمّ 1800 عضو، كان المشترون والبائعون يتبادلون مخدّرات وأوراق مزوّرة وبطاقات مصرفية مسروقة وبرامج قرصنة".
بينما يرى الباحث في مجال الجرائم الإلكترونية في جامعة دلفت للتكنولوجيا رولف فان فيغبرغ أن العملية تمثل تغيّراً في نشاط الشرطة ضد المجرمين المفترضين الناشطين على الإنترنت.
صرّح لصحفيين في قناة هولندية رسمية بأن "في الماضي، كان هذا النوع من العمليات يهدف إلى توقيف مشغّلي هذا النوع من مساحات الأسواق ونرى حالياً أجهزة شرطة تهاجم البائعين الرئيسيين".