ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، نقلاً عن 3 مصادر من الجزائر، أن الأخيرة ستتوقف عن توريد الغاز الطبيعي إلى جارتها من خلال خط الأنابيب المغاربي-الأوروبي بداية من أول نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك بعد أسابيع من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
فقد أكد مصدر بشركة "سوناطراك "الجزائرية للنفط والغاز المملوكة للدولة، ومصدران حكوميان جزائريان، أن اتفاق التوريد مع المغرب لن يجري تجديده.
فيما لم يصدر رد فوري من وزارتي الطاقة الجزائرية والمغربية على طلب للتعقيب من رويترز.
الجزائر لمَّحت إلى ذلك
يربط خط الأنابيب البالغة طاقته 13.5 مليار متر مكعب سنوياً، الجزائر بإسبانيا، وقالت المصادر إن الجزائر ستواصل إمداد إسبانيا بالغاز من خلال خط الأنابيب "ميدغاز" تحت البحر والذي تبلغ طاقته السنوية ثمانية مليارات متر مكعب ولا يمر في المغرب.
فيما يقول محللون إن مشاكل فنية مرتبطة بخطط الجزائر لتوسيع طاقة خط الأنابيب "ميدغاز" قد تفاقم أزمة الطاقة بإسبانيا، في وقت تقفز فيه فواتير الغاز بأرجاء أوروبا.
في أغسطس/آب الماضي، لمَّحت الجزائر إلى احتمال إنهاء صادرات الغاز الطبيعي إلى المغرب في أكتوبر/تشرين الأول والبالغة مليار متر مكعب والتي تُستخدم لإنتاج نحو 10% من الكهرباء في المملكة.
في الجهة المقابلة، قال مسؤول مغربي بارز إن بلاده تناقش مع إسبانيا احتمال تدفق عكسي لخط أنابيب في حال لم تجدد الجزائر اتفاق التوريد.
تأثير منتظر على سعر الغاز
تعتبر الجزائر أكبر مُورّد للغاز إلى إسبانيا، وتغطي تقريباً نصف طلبها من الغاز من خلال خط الأنابيب المغاربي-الأوروبي.
في السياق ذاته، قال مسؤول بارز بالحكومة الجزائرية، لـ"رويترز"، إنه في حال حدوث أي تعطلات فإن بلاده ستستخدم السفن لنقل الغاز الطبيعي المسال إلى إسبانيا.
بينما يقول محللون إن ذلك سيعني أن "سوناطراك" ستضطر إلى استئجار مزيد من السفن، وهو ما سيغذي مزيداً من الزيادات في أسعار الغاز الطبيعي المسال، بسبب تضاعف أسعار الشحن إلى أكثر من المِثلين عن وقت سابق من هذا الشهر.
فقد قفزت أسعار الغاز المسال في الأشهر القليلة الماضية، بسبب نقص هيكلي في أوروبا وتوقعات بشتاء بارد وزيادة في الطلب.
خط الأنابيب "ميدغاز"
من جهتها، قالت "سوناطراك" الشهر الماضي، إنها ستزيد طاقة خط الأنابيب "ميدغاز" إلى إسبانيا لتصل إلى 10.5 مليار متر مكعب سنوياً بحلول نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.
الشركة الجزائرية أوضحت في بيان، في وقت سابق من هذا العام، أن إمدادات الجزائر إلى إسبانيا سترتفع بعد استكمال وحدة رابعة لضغط الغاز في منشآتها بخط الأنابيب "ميدغاز" في بلدة بني صاف بغرب البلاد.
كما أضافت "سوناطراك" أن العملية قد تكتمل بحلول نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.