قالت وسائل إعلام محلية إن الأسماك في العراق تموت بسبب مرض فيروسي شديد العدوى كان قد بدأ في الظهور منذ عام 2018، الأمر الذي أثار قلقاً بين بعض المواطنين، طبقاً لما أورده موقع Al-Monitor الأمريكي، الجمعة 22 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
فقد نفقت آلاف الأطنان من الأسماك، بسبب ما يُعرف بـ"فيروس الهربس" Koi Herpesvirus في محافظة بابل وسط العراق.
فيما تُظهر الصور المتداولة في وسائل الإعلام العراقية مجموعات كبيرة من الأسماك النافقة تطفو على سطح الماء.
فرق توعوية
من جهتها، أرسلت وزارة البيئة العراقية فرقاً توعوية وفنية ميدانية إلى مناطق نفوق الأسماك شمال بابل، لافتة الى أن "هذه الفرق ستقوم بالفحص والتحري والتوعية والتواصل مع الجهات القطاعية؛ لوضع الحلول العاجلة للأزمة".
في حين تبلغ نسبة نفوق الأسماك المصابة بالمرض 80-100%، وبإمكان الأسماك الناجية من المرض الاستمرار في حمله ونقله، بحسب جامعة كاليفورنيا ديفيز الأمريكية.
من جهته، سعى المتحدث باسم وزارة الزراعة العراقية، حميد النايف، لطمأنة العراقيين، قائلاً إن المرض الفيروسي لم يصل بعد إلى مرحلة الانتشار، وإن الوضع تحت السيطرة، مؤكداً أنه "لا توجد أية تداعيات أو تأثير لهذا الفيروس على صحة الإنسان في حال تناول الأسماك المصابة، وذلك حسب البحوث والتقارير الطبية".
النايف دعا المواطنين العراقيين إلى "الاستمرار في تناول الأسماك، خاصةً أنَّ طهي السمك على النار يقضي على الفيروس بشكل نهائي"، على حد قوله.
يعد فيروس Koi Herpesvirus شديد العدوى بين "سمك الشبوط"، الذي يعيش في المياه العذبة جنوب بغداد. وقد اكتُشف أيضاً في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، إضافة إلى الشرق الأوسط، وفق الجامعة ذاتها.
الاقتصاد العراقي
يشار إلى أن "سمك الشبوط" جزء مُهم من المطبخ والاقتصاد العراقي.
فرغم أن العراق أقرب إلى الدولة الحبيسة، فإن به عديداً من الأنهار والبحيرات، و"الشبوط" من أسماك المياه العذبة.
فيما تمثل واقعة نفوق الأسماك مؤشراً على زيادة التلوث ومشكلات المياه في العراق الذي يكافح من أجل توفير إمدادات المياه النظيفة، لاسيما في جنوب البلاد.
كانت مياه العراق قد واجهت أيضاً مشاكل بيئية في السنوات الأخيرة، إذ إن البصرة بالجنوب تعاني من أزمة مياه رهيبة منذ عام 2018. كذلك جفت جزئياً بحيرة الرزازة بمدينة كربلاء الجنوبية في عام 2018.
كما أنه في البصرة على بُعد نحو 500 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من بغداد، يعاني نهر شط العرب، حيث يلتقي دجلة والفرات، من التلوث، مما يهدد أرواح ما يربو على أربعة ملايين نسمة، وفق تقارير سابقة.
لكن التوقعات ليست كلها قاتمة؛ فقد أعيدت تعبئة بحيرة الرزازة وبحيرة الحبانية بغرب محافظة الأنبار في عام 2020، وبكميات كبيرة. كذلك كانت هناك أمطار غزيرة في عام 2019، وسط مخاوف من الجفاف.