كشفت تقارير إسرائيلية، الإثنين 18 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن تل أبيب وافقت على ميزانية بنحو 5 مليارات شيكل إسرائيلي (1.5 مليار دولار)، لاستخدامها لتحضير الجيش لضربة محتملة ضد البرنامج النووي الإيراني.
صحيفة Times of Israel الإسرائيلية قالت الثلاثاء، 19 أكتوبر/تشرين الأول، إن القناة الثانية عشرة أوضحت أن الميزانية البالغة 5 مليارات شيكل تتألف من 3 مليارات شيكل (0.9 مليار دولار) من الميزانية السابقة، إضافة إلى ملياري شيكل (0.6 دولار) من الميزانية المقبلة، المنتظر أن توافق عليها الحكومة، في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
استهداف مواقع شديدة التحصين
بحسب التقرير الذي لم يُورِد مصادر، تشمل الميزانية الإضافية تمويلات لأنواع مختلفة من الطائرات والطائرات بدون طيار، لأغراض جمع المعلومات الاستخباراتية وأسلحة فريدة يتطلَّبها هجوم كهذا، هجوم سيتعين أن يستهدف مواقع شديدة التحصين تحت الأرض.
يأتي التقرير بعد أيام من إعلان سلاح الجو الأمريكي أنَّه أجرى اختباراً ناجحاً لقنبلته الجديدة "الخارقة للتحصينات"، التي تحمل اسم "GBU-72 Advanced 5k Penetrator". ويمكن استخدام القنبلة التي تزن 5 آلاف رطل (2268 كيلوغراماً) أداةً لضرب المواقع النووية الإيرانية.
الصحيفة الإسرائيلية أشارت إلى أنه من المهم أنَّ قنبلة GBU-72 مصممة كي تحملها طائرة مقاتلة أو قاذفة ثقيلة. ولا تملك إسرائيل قاذفات قادرة على حمل القنبلة الضخمة الخارقة للتحصينات الموجودة في الترسانة الأمريكية حالياً.
بِيعَت قنبلة أصغر خارقة للتحصينات، هي قنبلة "GBU-28″، إلى إسرائيل سراً في عام 2009، ولو أنَّه لا يُعتَقَد أنَّها تملك القدرة لاختراق منشأة فوردو النووية الإيرانية المدفونة عميقاً داخل أحد الجبال.
وقالت القناة الثانية عشرة إنَّ الاختبار الأمريكي استند إلى الخبرة التي حصلت عليها تل أبيب خلال قصفها لشبكة أنفاق حركة حماس في غزة، خلال حرب مايو/أيار الأخيرة.
وتكهَّنت المحطة بأنَّ الولايات المتحدة تسعى من خلال إعلانها إسقاط قنبلتها الخارقة للتحصينات من ارتفاع 35 ألف قدم (10668 متراً)، بقاعدة إغلين الجوية في فلوريدا، لتحذير إيران من الابتعاد عن المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي في فيينا، وهو الاتفاق الذي يُعرَف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة".
إسرائيل تسرّع التحرك ضد إيران
فيما صرَّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، الشهر الماضي، سبتمبر/أيلول، لموقع "Walla" الإخباري الإسرائيلي بأنَّ تل أبيب "سرَّعت بشكل كبير" التحضيرات للتحرك ضد البرنامج النووي الإيراني.
قال كوخافي إنَّ "جزءاً كبيراً من الزيادة في ميزانية الدفاع، مثلما اتُّفقَ عليها مؤخراً، مخصصة لهذا الغرض. إنَّها مهمة معقدة جداً، تتضمَّن قدراً أكبر بكثير من المعلومات الاستخباراتية والقدرات العملياتية والأسلحة. ونحن نعمل على كل هذه الأمور".
كان كوخافي قد أعلن في يناير/كانون الثاني، أنَّ الجيش الإسرائيلي يُجهِّز "خططاً عملياتية" جديدة لضربة عسكرية محتملة، وأعلن في أغسطس/آب، أنَّ التقدم النووي الإيراني دفع الجيش الإسرائيلي "لتسريع خططه العملياتيه"، والحصول على ميزانية جديدة لفعل ذلك.
كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهر الماضي، أنَّ "البرنامج النووي الإيراني وصل مرحلة حاسمة، وكذلك صبرنا. التصريحات لا تُوقِف أجهزة الطرد المركزي عن العمل… لن نسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي".
بينما تقول إدارة بايدن إنَّها لا تزال تسعى لعودة أمريكية إيرانية مشتركة للامتثال للاتفاق النووي، في حين تعترف بأنَّها لن تنتظر عودة طهران لطاولة المفاوضات إلى ما لا نهاية.
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لنظيره الإسرائلي يائير لابيد، إنَّه في حال لم تعد طهران لطاولة التفاوض، فإنَّ "كل الخيارات" ستكون مطروحة، وهو تصعيد واضح للخطاب بعدما أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء بينيت، في أغسطس/آب الماضي، أنَّ واشنطن مستعدة لبحث "خيارات أخرى" في حال عدم إحياء الاتفاق النووي.