أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية، الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أنها لن تنجر إلى "فتنة مذهبية" أو "حرب أهلية"، مؤكدةً أنهم "أمام مجزرة وجريمة قتل متعمد"، وذلك بعد يوم من مقتل سبعة من أعضاء الجماعة في أعمال عنف دامية لم تشهدها البلاد منذ أكثر من عشرة أعوام.
حيث اتهم هشام صفي الدين، العضو البارز بالجماعة، حزب القوات اللبنانية المسيحي، الذي كانت له ميليشيا قوية في الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990، بأنه بدأ بإطلاق النار عن عمد، بهدف محاولة "إحداث حرب أهلية".
بينما لم يصدر تعليق حتى الآن من "القوات اللبنانية"، التي نفت اتهامات مماثلة يوم الخميس 14 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
فيما قال صفي الدين للمشيعين، في كلمة ألقاها أثناء جنازة ضحايا العنف: "لن ننجر إلى حرب أهلية جديدة بلبنان، لكن في الوقت نفسه لن نترك دماء شهدائنا تذهب هدراً".
صفي الدين أضاف: "المشهد الذي شاهدناه حلقة من حلقات تديرها الولايات المتحدة ويموّلها بعض العرب"، على حد قوله.
كما اتهم صفي الدين، "القوات اللبنانية" بتلقي أوامر من الولايات المتحدة التي تصنِّف حزب الله على أنه "جماعة إرهابية"، وبتمويلها من "بعض العرب"، في إشارة -على ما يبدو- إلى السعودية.
أعمال عنف
كان إطلاق النار بدأ عندما كان متظاهرون يتجمعون للاحتجاج الذي دعا إليه حزب الله ضد المحقق الرئيسي في انفجار ميناء بيروت، في أحداث عنف أعادت إلى الأذهان شبح الحرب الأهلية.
في حين قال صفي الدين: "هذا العمل كان يُراد منه… إشعال البلد وإحداث فتنة"، مضيفاً: "لأنهم يعرفون أننا لا نريد فتنة داخلية، هم يتجرأون".
يشار إلى أن العنف، الذي اندلع في منطقة فاصلة بين أحياء مسيحية وشيعية، زاد من المخاوف بشأن استقرار بلد تنتشر فيه الأسلحة ويواجه أحد أشد الانهيارات الاقتصادية في العالم.
كانت النعوش ملفوفة بأعلام حزب الله الصفراء ويحيط بها رجال يرتدون زياً عسكرياً خلال الجنازة في الضاحية الجنوبية في بيروت.
في غضون ذلك، دُفن ثلاثة من أعضاء حركة "أمل" الشيعية في جنازات منفصلة.
كذلك أُعلنَ، الجمعة، مقتل سابع عضو شيعي في حزب الله.