أفادت صحيفة فايننشال تايمز الأمريكية، الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، قال إن المحادثات مع إيران كانت "ودية"، في حين وصف المفاوضات "بالاستكشافية".
هذه التصريحات جاءت بعد أربع جولات من المحادثات بين الرياض وطهران، ما يشير إلى رغبة المملكة في إصلاح العلاقات مع نظيرتها إيران؛ حيث يتهم كل منهما الآخر بإذكاء التوترات وخلق أجواء من عدم الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بحسب الصحيفة الأمريكية.
إيران تريد فتح قنصلياتها في المملكة
كما أكد الوزير السعودي ما نقلته وكالة بلومبيرغ الأسبوع الجاري، بأن إيران طلبت من السعودية إعادة فتح قنصليتها في مدينة جدة الساحلية، مؤكداً أن الرياض تدرس الأمر.
لكنه تابع: "إن المحادثات الجارية مع طهران لم تحقق تقدماً كافياً لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل، وهو ما كانت تدفع إليه إيران".
كما شدد الوزير السعودي على جدية الرياض بشأن التقارب مع طهران، وقال: "بالنسبة لنا، هذا ليس تحولاً كبيراً. قلنا دائماً إننا نريد إيجاد طريقة لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
يذكر أن كلاً من الرياض وطهران اللتين تدَّعيان قيادة العالمين السني والشيعي على التوالي، قد قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية في يناير/كانون الثاني 2016 بعد الهجوم الذي وقع على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، كرد فعل على إعدام الرياض لرجل دين شيعي بارز.
في الوقت ذاته أوضح مسؤول سعودي رفيع، لم تكشف عنه الصحيفة الأمريكية، أن الرياض تدرس أيضاً السماح لطهران بإعادة فتح مكتبها التمثيلي لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة.
في الوقت ذاته، فإن المملكة ليست مستعدة بعد لإعادة فتح قنصليتها في مدينة مشهد الدينية الإيرانية، حيث قال مسؤول كبير إن الحوار حتى الآن يفتقر إلى "الجوهر".
يذكرأن المناقشات تجرى وسط جهود دبلوماسية أوروبية للتوسط من أجل التوصل إلى اتفاق يفضي لعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الذي وقَّعته طهران مع القوى العالمية في 2015، لكن هذه المحادثات تعثرت منذ انتخاب رئيسي في يونيو/حزيران الماضي.
المفاوضات بلغت "مسافة جيدة"
قبل أيام قليلة، عاد وزير الخارجية الإيراني، أمير حسين عبد اللهيان، من زيارة لسوريا ومصر وروسيا، بأنباء سارَّة، مفادها أن المحادثات بين السعودية وإيران بلغت "مسافة جيدة"، بحسب كلماته.
ويوم الجمعة 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال عبد اللهيان إن طهران لم تبادر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع السعودية.
كما أضاف خلال مؤتمر صحفي في لبنان: "نحن لم نكن السبّاقين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، هذا القرار اتخذته السلطات السعودية".
المتحدث ذاته صرح أيضاً بأن "الحوار الإيراني-السعودي يسير في الاتجاه الصحيح، ونحن بحاجة إلى مزيد من الحوار.. نرحب بهذا الحوار الثنائي. نعتبر الحوار الجاري بين البلدين بنّاء".