تحرك عالمي لمواجهة ارتفاع الأسعار.. المسؤولون الماليون يبحثون عن حل لأزمة سلاسل التوريد

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/14 الساعة 07:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/14 الساعة 07:01 بتوقيت غرينتش
أزمة سلاسل التوريد بدأت بسبب كورونا وتستمر بسبب الحرب في أوكرانيا/ تعبيرية، رويترز

بحث المسؤولون الماليون في العالم، الذين اجتمعوا في واشنطن الأربعاء 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إيجاد طريقة للتخفيف من اختناقات سلسلة التوريد التي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وتهدد بعرقلة الانتعاش الاقتصادي، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.

يأتي الاجتماع في وقت لم يتمكن فيه الموردون من مواكبة ارتفاع الطلب، فالسفن تصطف خارج الموانئ الأمريكية بانتظار تفريغ البضائع، والتضخم الاستهلاكي الأمريكي بقي مرتفعا في أيلول/سبتمبر، وارتفعت أسعار النفط العالمية أكثر من 80% للبرميل الواحد، وهو الأعلى منذ سنوات.

وتشكل تحديات العرض العالمي محوراً رئيسياً لاجتماعات صندوق النقد الدولي ومجموعة العشرين للاقتصادات المتقدمة والتجمع الأصغر لوزراء المالية في دول مجموعة السبع.

كورونا يعيق الانتعاش الاقتصادي 

وأدت القيود التي فرضت للحد من انتشار وباء كوفيد-19 إلى إغلاق طرق التصنيع والتجارة، بينما لم يتمكن الموردون الذين يواجهون نقصاً في العمال وسائقي الشاحنات من مواكبة الارتفاع المفاجئ في الطلب على السلع، مع بدء إعادة فتح الاقتصادات بعد أزمة كوفيد.

كما أدت هذه الاضطرابات، التي يخشى بعض السياسيين أن تكون طويلة الأمد، إلى إعاقة زخم الانتعاش، ما دفع صندوق النقد الدولي إلى خفض تقديراته لنمو الاقتصادات الكبرى، مثل الولايات المتحدة وألمانيا، فيما اتفق مسؤولو مجموعة السبع على العمل معاً لرصد الصعوبات.

ارتفاع الأسعار سلاسل التوريد
العالم يواجه أزمة ارتفاع الأسعار/ istock

وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك، الذي ترأس اجتماع أغنى دول العالم، قال إن "قضايا سلسلة التوريد يشعر بها كل العالم، ويجب على القادة الماليين في جميع أنحاء العالم التعاون لمواجهة تحدياتنا المشتركة".

فيما يقدر البنك الدولي نسبة الحاويات المتوقفة في موانئ أو حولها بـ8,5%، أي ضعف ما كانت عليه في كانون الثاني/يناير.

خطر التضخم 

اتفق رئيس المصرف المركزي الإيطالي إنياتسيو فيسكو وصندوق النقد الدولي وآخرون على أن ضغوط التضخم نجمت في الجزء الأكبر منها عن عوامل قصيرة الأجل، مثل ارتفاع الطلب وقضايا العرض.

لكن فيسكو اعترف بأن ذلك "قد يستغرق أشهراً قبل أن يزول"، وقال للصحفيين إن محافظي المصارف المركزية في مجموعة العشرين يدرسون القضية لمعرفة ما إذا كانت هناك "عوامل هيكلية" لارتفاع التضخم بشكل أكبر مما هو متوقع، و"ما إذا كانت هناك أي عناصر (…) يمكن أن تصبح دائمة".

ويسعى محافظو البنوك المركزية إلى دعم الانتعاش بشروط مالية سهلة، لكن في الوقت نفسه مع تجنب حدوث زيادة دائمة في التضخم، فيما قالت مجموعة العشرين، في بيان، إن المصارف المركزية "ستتحرك حسب الحاجة" لمعالجة استقرار الأسعار "بينما تبحث في ضغوط التضخم حيث تكون مؤقتة".

لكن رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس حذر من أن الارتفاع في بعض الأسعار "لن يكون مؤقتاً"، وأضاف: "سيستغرق الأمر وقتاً وتعاوناً من صانعي السياسات في جميع أنحاء العالم لفرزهم".

وقالت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا إن التأخر في معدلات التطعيم لاحتواء الوباء في الدول النامية يساهم في تقييد الإمداد، و"طالما أنه يتسع، فإن خطر حدوث انقطاعات في سلاسل التوريد العالمية سيكون أعلى".

مبادرة أمريكية لحل الأزمة 

في أكبر اقتصاد في العالم، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، عن مبادرة لتخفيف الأعمال المتراكمة عبر الدفع باتجاه توفير خدمة متواصلة طوال اليوم في الموانئ والموردين.

وقد انتزع التزاماً بالعمل لساعات أطول من المجموعتين المشغلتين لميناء لوس أنجلوس العملاق "ويست كوست بورت أوف لوس أنجلوس" و"إنترناشيونال لونغشور آند ويرهاوس يونيون" وشركات مثل "وولمارت" و"فيديكس" و"يو بي إس".

لكن بايدن رأى أنه يجب وضع سياسات لتقليل الاعتماد على مصادر واحدة وتعزيز الإنتاج المحلي لتجنب صدمات عرض من هذا النوع.

وقال الرئيس الأمريكي: "يجب ألا يكون بلدنا أو اقتصادنا عاجزاً مرة أخرى عن صنع المنتجات الأساسية التي نحتاج إليها، لأننا لا نستطيع الوصول إلى المواد التي نحتاج إليها"، مؤكداً "يجب ألا نضطر مرة أخرى إلى الاعتماد بشكل كبير على شركة واحدة أو دولة واحدة"، وهذا الرأي كرره وزير المال الفرنسي برونو لومير الذي قال للصحفيين على هامش الاجتماعات إن "الرد يكمن في كلمة واحدة: الاستقلال".

تحميل المزيد