جدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021، تأكيد موقف واشنطن بخصوص إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة، وصرح بعد اجتماع مع نظيريه الإسرائيلي والإماراتي، بأن بلاده ستمضي قدماً بهذا القرار، في إطار جهود لتعميق العلاقات مع الفلسطينيين.
ورحب الفلسطينيون بقرار الإدارة الأمريكية إعادة فتح القنصلية، وطالبوا بسرعة تنفيذ القرار، فيما لقي قرارها معارضة سياسية كبيرة من تل أبيب.
تأكيد بلينكن
مسؤول الدبلوماسية الأمريكية أوضح في بيان أصدرته الخارجية الأمريكية، قائلاً: "سنمضي قدماً بعملية فتح القنصلية، في إطار تعميق العلاقات مع الفلسطينيين".
وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت عزمها على إعادة فتح قنصليتها في القدس، دون أن تحدد موعداً لذلك.
بينما أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، في أكثر من مناسبة خلال الأشهر الأخيرة، أنها ستمضي قدماً في إعادة فتح القنصلية التي تتولى المسؤولية عن العلاقة مع الفلسطينيين.
جديرٌ ذكره، أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أغلقت القنصلية في عام 2019، وجعلتها قسماً في السفارة الأمريكية بعد نقلها من مدينة تل أبيب إلى القدس.
رفض من تل أبيب
فأمس الثلاثاء، قال وزير العدل الإسرائيلي جدعون ساعر، إن الحكومة تعارض إعادة فتح الولايات المتحدة الأمريكية قنصليتها العامة في القدس.
ذكر ساعر في مؤتمر نظمته صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه يعارض "بشدةٍ" إعادة واشنطن فتح القنصلية، التي أغلقها الرئيس السابق دونالد ترامب.
كما أشار ساعر إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، يشاركه الموقف بهذا الشأن.
قناة اتصال
فقد شكلت القنصلية العامة، على مدى عقود، قناة اتصال بين الفلسطينيين والولايات المتحدة الأمريكية.
كانت القنصلية الأمريكية في القدس قبل إغلاقها، منفصلة عن السفارة (في تل أبيب، آنذاك) وتمثل الولايات المتحدة في الضفة الغربية، وضمنها القدس الشرقية، وقطاع غزة.
إضافة إلى إصدار التأشيرات، فإن القنصلية كانت تنفذ سلسلة واسعة من مشاريع التواصل مع الفلسطينيين في مختلف المجالات، خاصةً التعليم والتجارة والمساعدات الإنمائية.
غير أنه بإلغاء القنصلية، أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية بلا تمثيل دبلوماسي مع الفلسطينيين، الذين رفضوا بشدةٍ التعامل مع السفير الأمريكي لدى إسرائيل.
كما ارتبط إلغاء القنصلية العامة بالموقف الأمريكي الرسمي الذي اعترف لأول مرة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
من جهتهم نظر الفلسطينيون إلى هذا الموقف على أنه يعني عملياً اعترافاً أمريكياً بتوحيد شطري المدينة الشرقي والغربي، تحت السيادة الإسرائيلية وهو ما يرفضه المجتمع الدولي.
واستبشر الفلسطينيون خيراً، بإعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال حملته الانتخابية، عزمه على إعادة فتح السفارة الأمريكية في القدس.