أثار سياسي فرنسي حالةً من الانتقاد والاستياء بعد تصريحات تلفزيونية أساء فيها إلى النساء الفرنسيات من أصول مغاربية، خاصةً الجزائريات.
ففي مقابلة على قناة LCI الفرنسية، قال السياسي الفرنسي روبير مينار عمدة بلدية بيزييه: " لقد تغير الناس كثيراً، عندما كنت أبلغ من العمر 18 عاماً، لم أرَ قط في الحي الذي أسكنه فتاة تضع الحجاب، لاسيما الجزائريات".
في حديثه تلفَّظ السياسي الفرنسي بكلمة "قليلة الأدب" بحق النساء الجزائريات، وهو ما أثار سخطاً على مواقع التواصل وانتقادات لسماح القناة الفرنسية ومذيعتها له بقول مثل هذا الكلام بدون مساءلة، ومرور هذا الكلام هكذا بدون إدانة واسعة في الأوساط الإعلامية والسياسية والثقافية الفرنسية.
تجدر الإشارة إلى أن روبير مينار مولود بمدينة وهران الجزائرية في عام 1958، لعائلة كاثوليكية استعمارية فرنسية، جاءت إلى الجزائر المحتلة في 1850، وغادرتها بعد الاستقلال.
سبق أن عمِل مينار رئيساً لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، وقبل ذلك كان عضواً في الحزب الاشتراكي منذ نحو ثلاثة عقود، قبل أن يحوّل الوجهة إلى اليمين المتطرف، ويتم انتخابه رئيساً لبلدية بيزييه.
بعض المغردين طالبوا بإيقاف هذا النوع من التصريحات، التي قالوا أنه لا ينبغي أن تنشر عبر تلفزيون فرنسي في عام 2021.
موجة من التصريحات ضد الجزائر
تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تشهد فيه فرنسا موجة محمومة من التصعيد ضد الجزائر، في سياق تجاذبات الانتخابات الرئاسية.
حيث أثار السياسي الفرنسي والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية إريك زمور، جدلاً واسعاً بعد تصريحاته الداعمة لما قاله الرئيس ماكرون حول "عدم وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي"، مؤكداً أن فرنسا هي التي صنعت الجزائر طيلة 132 عاماً.
زمور، ذو الأصول الجزائرية، قال في تصريحاته، إن المسؤولين في الجزائر لا يتحدثون إطلاقاً عن فضل فرنسا والمشاريع التي أنشأتها، على غرار المستشفيات والموانئ والبنى التحتية، ولا يذكرون سوى الجرائم والمجازر التي ارتكبها الاستعمار. وأضاف أن الجزائر لم تخرج عن فترات الاستعمار من الرومان للعرب للأتراك إلى فرنسا، لكن الجميع لا يتحدث إلا عن الفترة الأخيرة وجرائمها.
وتابع زمور قائلاً: "أتمنى لو يمنحونني مستشفى واحداً خلَّفته الفترة العثمانية في الجزائر وليس عشرة، ثم لنتحدث بعدها".
يأتي هذا بعد أن أدلى ماكرون، في وقت سابق، بتصريحات أثارت غضباً رسمياً وشعبياً في الجزائر؛ حيث طعن الرئيس الفرنسي في وجود أمة جزائرية قبل دخول الاستعمار الفرنسي إلى البلاد عام 1830، وتساءل مستنكراً: "هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟".
وادعى ماكرون أنه "كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي" للجزائر، في إشارة إلى فترة الوجود العثماني بين عامي 1514 و1830.
ومنذ تصريحات ماكرون، ردَّت الجزائر بـ3 قرارات، تمثلت في استدعاء سفيرها للتشاور، وإصدار بيان استنكار ورفض للتصريحات، وغلق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات العسكرية الفرنسية، التي تعمل في إطار عملية برخان بالساحل الإفريقي.
وتدرس الحكومة الجزائرية خطوة أخرى تتمثل في مراجعة العلاقات الاقتصادية والتجارية مع المستعمر السابق، وفق ما نقله موقع "كل شيء عن الجزائر" الناطق بالفرنسية (خاص)، عن مصدر (لم يسمّه) قال إنه قريب من الملف.