أعلن معهد نوبل للسلام الجمعة 8 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عن فوز الصحفيين ماريا ريسا من الفلبين، وديمتري مراتوف من روسيا بجائزة نوبل للسلام لعام 2021 لدورهما في الدفاع عن الحريات الصحفية، وهي الجائزة التي كان يرجو الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب الحصول عليها بسبب ما يعتقد أنه أنجزه من "اتفاقيات التطبيع" بين إسرائيل ودول عربية.
رئيسة لجنة نوبل النرويجية بيريت رايس أندرسن قالت في مؤتمر صحفي إن "أريسا وموراتوف حصلا على جائزة السلام لنضالهما الشجاع من أجل حرية التعبير في الفلبين وروسيا".
أضافت: "وهما من ناحية أخرى يمثلان جميع الصحفيين الذين يدافعون عن هذه المُثُل في عالم تواجه فيه الديمقراطية وحرية الصحافة أوضاعاً صعبة بشكل متزايد".
وفي تاريخها الممتد 120 عاماً لم تكافئ جائزة نوبل للسلام يوماً الصحافة المستقلة التي تسمح بمحاسبة صانعي القرار وتساعد على التخلص من المعلومات المضللة التي يتم تداولها بشكل خاص على الشبكات الاجتماعية.
من جانبه، قال مدير معهد أبحاث السلام هنريك أوردال إن "التقارير الدقيقة التي تساعدنا على البقاء على اطلاع والحصول على فكرة عن الأحداث الجارية في الوقت الحقيقي ضرورية للنقاش العام الجيد والمؤسسات الديموقراطية".
وتُسلَّم الجائزة التي تتألف من شهادة وشيك بقيمة 980 ألف يورو تقليدياً في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، ذكرى وفاة ألفريد نوبل (1833-1896).
اعتقال الصحفية في الفلبين
كانت الصحفية الفلبينية ماريا ريسا قد تعرضت للاعتقال العام الماضي بتهمة "التشهير السيبراني"، في قضية وصفتها جماعات حرية الصحافة بأنها محاكمة ذات دوافع سياسية من قبل حكومة الرئيس رودريغو دوتيرتي.
تعود القضية إلى قصة نُشرت في 2012، ذكرت أن رجل الأعمال ويلفريدو كينغ كان على صلة بالمخدرات غير القانونية والاتجار بالبشر. ومع ذلك، نشر Rappler المقالة قبل عامين من دخول قوانين التشهير السيبرانية الجديدة حيز التنفيذ في الفلبين.
وواجهت ريسا عدة مرات تهمة التشهير والتهرب الضريبي، التي وصفها البعض بأنها ذات دوافع سياسية ومُصممة لإسكات الإعلام المستقل في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا.
وفي حديثها لـCNN في يوليو/تموز الماضي، قالت ريسا إن التواجد في الخط الأمامي كمراسل حرب أسهل من القتال من أجل حرية الصحافة، لأنك "لا تعرف حتى مكان وجود العدو".
وأضافت ريسا: "على الأقل عندما تكون في منطقة حرب، يأتي إطلاق النار من جانب وأنت تعرف كيف تحمي نفسك".
وتدهورت حرية الصحافة في الفلبين بسرعة تحت حكم دوتيرتي، وتحتل البلاد الآن المرتبة الـ136 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة لمنظمة "مراسلون بلا حدود".