كشفت صور أقمار صناعية أن الصين نشرت مقاتلات مجهزة بأنظمة الحرب الإلكترونية في القواعد الجوية القريبة من تايوان، فيما أكدت مصادر في واشنطن أنّ عسكريين أمريكيين يدرّبون سرّاً "منذ عام على الأقلّ" جيش تايوان لتعزيز دفاعات الجزيرة ضدّ الصين التي لا تعترف بالدولة وتعتبرها جزءاً منها.
صحيفة The Independent البريطانية قالت الجمعة 8 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن الجيش الصيني بدأ في تعزيز قواعده الجوية القريبة من تايوان بطائراته المقاتلة الجديدة، المصممة للحروب الإلكترونية، وفقاً لصور الأقمار الصناعية ومصدرٍ بجيش التحرير الشعبي الصيني.
كانت الصين أرسلت عدداً غير مسبوق من الطائرات الحربية، بلغت 148 مقاتلة في الأسبوع الماضي فحسب، إلى منطقة الدفاع الجوي الخاصة بالجزيرة، ضمن استراتيجيتها الرامية إلى تكثيف التخويف العسكري للديمقراطية ذاتية الحكم واختبار دفاعاتها الجوية.
ضمن سياساتها الأخيرة، اخترقت 56 طائرة حربية صينية المجالَ الجوي لتايوان، في رابع يوم على التوالي من عمليات استعراض القوة الصيني ضد الجزيرة، وهو ما دفع تايوان إلى وصف هذه التوغلات بأنها "أعمال استفزازية غير مسؤولة"، فيما حثَّت الولايات المتحدة واليابان وأستراليا الصينَ على وضع حدٍّ لتهديداتها العسكرية.
طائرات حربية صينية
مجلة Kanwa Defence Review الإلكترونية، التي تتخذ من كندا مقراً لها، نشرت صورَ الأقمار الصناعية التي تكشف التعزيزات العسكرية الجديدة في القواعد الجوية الصينية القريبة من شرق تايوان، ويظهر من بينها الطائرة المقاتلة الصينية "شنيانغ جيه-16" J-16D في إحدى القواعد الجوية بمقاطعة جيانغشي جنوب شرقي الصين.
رئيس تحرير المجلة العسكرية أندريه تشانغ قال إن صور الأقمار الصناعية أظهرت نشر المقاتلات "شنيانغ جيه-16" في قاعدة شيانغتانغ الجوية في مدينة نانتشانغ بمقاطعة جيانغشي، في مايو/أيار الماضي. كما أظهرت إحدى صور الأقمار الصناعية حظائر طائرات في القاعدة الجوية يمكنها استيعاب مقاتلات متقدمة مثل "شنيانغ جيه-16".
كانت صور أخرى التُقطت في يناير/كانون الثاني الماضي كشفت عن تعزيز قاعدةٍ جوية أخرى في محافظة تشانغشينغ بحظائر جوية جديدة وبنى تحتية أخرى قيد الإنشاء.
وتخضع القاعدتان الجويتان لقيادة القطاع العسكري الشرقي بجيش التحرير الشعبي الصيني، وفقاً لما ذكرته صحيفة South China Morning Post.
قال تشانغ: "تعمل الصين على توسيع جميع القواعد الجوية على طول الساحل الجنوبي الشرقي وتحديثها لاستيعاب عدد أكبر من الطائرات المقاتلة مع استمرار المزيد والمزيد من الغارات الجوية واسعة النطاق".
وأشار تشانغ إلى أن "إطلاق 52 مقاتلة في الطلعة الأولى، الإثنين الماضي، يُظهر ضخامة القوة القتالية الجوية للجيش الصيني، متوقعاً إرسال أنواع أخرى من مقاتلات الجيش الصيني في المستقبل، في طلعات جوية أكبر تشمل أكثر من 100 طائرة مقاتلة".
على النحو نفسه، أكَّد مصدر بالجيش الصيني، شريطة عدم الكشف عن هويته، لصحيفة South China Morning Post، أن الصين نشرت الطائرة المقاتلة "شنيانغ جيه-16" في إحدى القواعد الجوية الشرقية بالقرب من تايوان.
تدريب أمريكي
على الطرف الآخر، كشف مسؤول أمريكي لوكالة فرانس أنّ عسكريين أمريكيين يدرّبون سرّاً "منذ عام على الأقلّ" جيش تايوان لتعزيز دفاعات الجزيرة ضدّ الصين.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلت عن مصادر رسمية أمريكية لم تسمّها أنّ حوالي عشرين عسكرياً من الوحدات الخاصة الأمريكية وسَريّة من سلاح مشاة البحرية (المارينز) يدرّبون وحدات صغيرة من الجيش والبحرية التايوانيين.
من جهته، قال مسؤول أمريكي لوكالة فرانس برس طالباً عدم نشر اسمه إنّ "هناك مجموعتين: عسكريين من الوحدات الخاصة وآخرين من الوحدات التقليدية"، مشيراً إلى أنّ عدد أفراد الوحدات الخاصة هو "أقلّ من 20" وأنّ عدد عسكريي الوحدات التقليدية الذين يخدمون بالتناوب في هذا البلد "ليس كبيراً".
ولم يحدّد المسؤول متى بالتحديد وصل أفراد الوحدات الخاصة إلى الجزيرة، لكنّه أكّد أنّهم موجودون فيها "منذ أقلّ من عام".
وردّاً على سؤال، لم تنفِ وزارة الدفاع الأمريكية المعلومات التي نشرتها الصحيفة النيويوركية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون سوبلي: "ليس لدي أي تعليق على عمليات أو عمليات نشر أو تدريب محدّدة، لكنّي أودّ أن أؤكّد أنّ دعمنا لتايوان وعلاقتنا الدفاعية يتماشيان مع التهديد الحالي الذي تشكله جمهورية الصين الشعبية".
وأضاف: "ندعو بكين إلى احترام التزاماتها بالحل السلمي للخلافات بين الصين وتايوان".
وأظهر شريط فيديو نشره الجيش الأميركي العام الماضي عسكريين أمريكيين يشاركون جنباً إلى جنب مع آخرين تايوانيين في تدريبات بالجزيرة سميت "بالنس تامبر".
التوتر يتصاعد في تايوان
في حين تعتبر الصين الجزيرة التي يسكنها 23 مليون نسمة جزءاً من أراضيها ستستعيده وبالقوة إذا لزم الأمر، زادت الولايات المتحدة مبيعات الأسلحة إلى تايوان في السنوات الأخيرة.
وقامت الصين مؤخراً بعدة عمليات توغل في منطقة الدفاع الجوي التايوانية، ما دفع واشنطن إلى التعبير عن "قلقها الشديد" إزاء "استفزاز" بكين.
حيث قال الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء إنه تحدث إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ بشأن تايوان.
وانتقد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تصرفات الصين الأخيرة بشأن تايوان واصفاً إياها بأنها "استفزازية" وحذر من المخاطر التي قد يؤدي إليها "سوء التقدير".
وقال وزير الدفاع التايواني، تشيو كو تشينغ، للبرلمان إن التوترات مع الصين في أشد حالاتها سوءاً منذ 40 عاماً. كما حذَّر من قدرة الصين على شن غزو واسع النطاق على الجزيرة بحلول عام 2025.