قالت مواقع أمريكية، الخميس 7 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن طلبت من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية، في خطوة ترفضها تل أبيب، التي نالت في فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب دعماً سياسياً غير مسبوق.
موقع Axios الإخباري الأمريكي نقل عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين تأكيدهم أن إدارة بايدن تضغط بشكل خاص على الحكومة الإسرائيلية لإظهار ضبط النفس قبل اتخاذ قرار رئيسي بشأن بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية.
من جانبه، يعتبر الرئيس بايدن، وكذلك جهات دولية عديدة، المستوطنات تهديداً لحل الدولتين، حيث تنهي على الأرض إمكانية إقامة دولة فلسطينية متواصلة، فيما تسعى تل أبيب وحكومتها اليمينية المؤيدة من المستوطنين لاستمرار فرض هيمنتها وتوسيع المستوطنات.
بحسب المصادر المتطابقة، فإن بايدن أخبر نفتالي بينيت في اجتماعهما في البيت الأبيض في 27 أغسطس /آب الماضي، أنه يتوقع أن تتحلى إسرائيل بضبط النفس بشأن قضية المستوطنات، ورد بينيت بأن إسرائيل ستبني فقط وفقاً للاحتياجات الناشئة عن "النمو الطبيعي".
لكن عندما عاد من واشنطن، أخبر بينيت قادة المستوطنين أنه عندما ضغط عليه بايدن بشأن المستوطنات، قال له "لا"، بحسب تقرير صدر الأسبوع الماضي من تايمز أوف إسرائيل.
بعد وقت قصير من هذا التقرير، كرر القائم بالأعمال الأمريكي في القدس مايكل راتني دعوة بايدن إلى ضبط النفس أمام كبار المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء.
الإدارة الأمريكية أثارت مخاوف خاصة بشأن البناء المحتمل في المنطقة الحساسة المسماة E1 بالقرب من القدس، مما قد يمنع التواصل الجغرافي بين شمال وجنوب الضفة الغربية.
توسيع البناء الاستيطاني
بحسب مصادر إسرائيلية، فإن بينيت أراد أن يصادق على 2000 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات الإسرائيلية وحوالي 1000 وحدة سكنية جديدة في القرى الفلسطينية، ولكن ذلك تعطل قليلاً بسبب الضغوط الأمريكية
ويدور الخلاف حول ما يقرب من 165 بؤرة استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية، منها حوالي 100 تم بناؤها في الفترة بين 1991 و2005، و65 أخرى شُيّدت عن طريق الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بالقوة، وحكم الأمر الواقع، في السنوات الثماني الماضية، خلال فترة حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو.
41 بؤرة من هذه البؤر الاستيطانية الجديدة عبارة عن معسكرات للرعي، تهدف لتثبيت الأقدام على الأرض عن طريق الزراعة ورعي الحيوانات، أما البؤر الاستيطانية المتبقية فأُقيمت لتصبح قرى وليدة في نهاية المطاف.
وفقاً لحركة Peace Now الإسرائيلية اليسارية، تمت شرعنة حوالي 15 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية لتصبح أحياء جديدة في مستوطنات قائمة أثناء وجود نتنياهو في السلطة، وتوجد 10 مستوطنات أخرى قيد التقنين.
كان جميع خصوم نتنياهو من اليمين قد تعهدوا قبل الانتخابات الأخيرة بدعم البؤر الاستيطانية، ومن ضمنهم زعيم حزب الأمل الجديد جدعون ساعر، ورئيس الوزراء الحالي نفتالي بينيت، زعيم حزب يمينا، وبتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهاينة المتدينين.
يُشار إلى أن مشروع شرعنة البؤر الاستيطانية عاد إلى الواجهة بعد أن توقف العمل على خطة ضم الضفة الغربية، والتي كان مخططاً لها في يوليو/تموز العام الماضي، بدعم من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ولكنها جُمّدت تحت ضغط دولي.