قضت المحكمة العليا في إنجلترا، الأربعاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2021، بأن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أصدر أوامر بالتجسس على هواتف زوجته السابقة الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين وفريق محاميها، في إطار "حملة ترويع وتهديد مستمرة" خلال معركة حضانة أطفالهما.
فقد قالت المحكمة إن الشيخ محمد استخدم برنامج "بيغاسوس"، الذي تطوره شركة (إن.إس.أو) الإسرائيلية، بغية اختراق هاتف الأميرة هيا، أخت العاهل الأردني الملك عبد الله غير الشقيقة، وهواتف بعض المقربين منها.
من جانبه، وفي أول رد له على المحكمة البريطانية، رفض الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ما خلصت إليه.
وقال الشيخ محمد في بيان، إنه دائماً ما أنكر هذه المزاعم ومستمر في إنكارها، مضيفاً أن النتائج تستند إلى صورة غير مكتملة.
جدير ذكره، أن الأميرة هيا كانت قد فرت إلى العاصمة البريطانية في أبريل/نيسان 2019 مع طفليهما، وهو الأمر الذي كان سبب معركة قانونية مازالت قائمة بخصوص الحضانة والدعم المالي.
العام الماضي، وجهت محكمة بريطانية اتهاماً للشيخ محمد بتوجيه أوامر وتدبير اختطاف اثنتين من بناته وإعادتهما قسراً إلى دبي.
كيف فرت الأميرة هيا؟
في أبريل/نيسان الماضي، فرّت الأميرة هيا على متن طائرتها الخاصة بوينغ 737 إلى بريطانيا مع أطفالها، الأميرة جليلة (12 عاماً) والأمير زايد (ثمانية أعوام). وهم الآن مُتحصِّنون داخل قصرٍ بقيمة 110 ملايين دولار في وسط لندن.
وأصبحت هيا بنت الحسين ثالث أميرة تحاول الفرار من واحدةٍ من أغنى عائلات العالم وأكثرها نفوذاً، ولكنها وحتى الآن هي الوحيدة التي نجحت في الهروب حتى الآن.
وبعد أن نزلت الأميرة التي تعلّمت في أكسفورد وتبلغ من العمر 45 عاماً، من على متن الطائرة إلى الأراضي البريطانية بعد رحلةٍ استمرت لسبع ساعات من دبي، أبقت على طفليها بجوارها طوال الوقت.
ونُقِلوا بالسيارة إلى وسط لندن، حيث اجتازوا قبل منتصف الليل البوابات الحديدية السوداء لقصرٍ اشترته في فبراير/شباط عام 2018 بقيمة 110 ملايين دولار.
وكانت الأميرة هيا، ابنة عاهل الأردن الراحل الملك حسين، تختلف عن أيٍّ من زوجات الشيخ مكتوم الخمس.
فوالدتها الملكة علياء تُوفّيت في تحطُّم مروحية وعمرها عامان، ثم أُرسِلَت إلى مدرسةٍ داخلية في إنجلترا بقيمة 39 ألف دولار سنوياً.
ثم انتقلت إلى أكسفورد لدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد في كلية سانت هيلدا، حيث التقت "أشخاصاً مُنفتحين على استعداد لمناقشة أيّ شيء".
وشاركت الأميرة في منافسات قفز الحواجز خلال أولمبياد عام 2000، مُمثِّلةً عن بلدها، وكانت سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
وفي العام الماضي كان الشيخ ينتظر زوجته وأطفاله داخل عقاره مُترامي الأطراف في نيوماركت بسوفلوك، وهو أحد العقارات العديدة الضخمة التي يمتلكها العاهل الذي يبلغ من العمر 70 عاماً في المملكة المتحدة، دون أن يُدرك أنّها كانت ستفر منه خوفاً على حياتها. ولكنّهم لم يصلوا إلى العقار مُطلقاً.
والأسوأ بالنسبة للشيخ محمد أنّها أخذت معها ابنتهما الأميرة جليلة (11 عاماً حينها) والأمير زايد (سبعة أعوام حينها).