كواليس تحركات واشنطن لاحتواء غضب فرنسا.. أكسيوس: بايدن أقر بخطئه حول أزمة الغواصات

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/06 الساعة 11:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/06 الساعة 11:13 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون/ رويترز

كشف موقع Axios الأمريكي، الثلاثاء 5 أكتوبر/تشرين الأول 2021، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة على المداولات الداخلية للإدارة الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعي أن إدارته أفسدت الأمور مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومن ثم فهو يسعى جاهداً لإجراء تعديلات وتدارك ما حدث.

يأتي ذلك بعد أن تركت صفقة البيت الأبيض السرية مع أستراليا، الشهر الماضي، شعوراً بالخيانة والصدمة لدى الفرنسيين، وغضباً من خسارة عقد غواصات بقيمة 60 مليار دولار. 

وفي هذا السياق، زار وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الرئيسَ الفرنسي يوم الثلاثاء 5 أكتوبر/تشرين الأول، كما أن مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، في طريقه إلى باريس أيضاً.

فرنسا أمريكا بايدن ماكرون
ماكرون وبايدن في قمة مجموعة السبع/ رويترز

اعتراف أمريكي بالخطأ 

أقرَّ بايدن ومساعدوه بأنهم كانوا مخطئين في ترك الأمر للأستراليين ليقولوا للفرنسيين إنهم يقتلون صفقة الغواصات الخاصة بهم، ويتفاوضون مع الأمريكييين والبريطانيين في صفقة بديلة.

اتصلت أستراليا والمملكة المتحدة أولاً بإدارة بايدن بشأن صفقة "أوكوس" AUKUS، في فبراير/شباط ومارس/آذار، وعند هذه المرحلة قال الأستراليون إنهم سيلغون صفقة غواصات الديزل التي وقّعوها مع الفرنسيين في عام 2016، لصالح الحصول على التكنولوجيا النووية والخبرة من الولايات المتحدة وبريطانيا.

وبحسب ما قاله مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية لموقع Axios، فإن إدارة بايدن سعت قبل الموافقة على أي شيء للحصول على تأكيدات من أستراليا بأن قرارها بالتخلي عن العقد الفرنسي كان أمراً واقعاً، وليس متعلقاً بالإجراءات الأمريكية.

فيما قال الأستراليون للأمريكيين، في يونيو/حزيران، إن الأمور على ما يرام، وإنهم تقريباً أبلغوا فرنسا بتخليهم عن الصفقة معها، سواء كتابةً أو في محادثات مباشرة بين ماكرون ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، وفقاً لمصدرين مطلعين على تلك التأكيدات.

بناءً على ذلك، قررت إدارة بايدن المضي قدماً، مقتنعة أن الشراكة الناشئة في مجال التكنولوجيا وتبادل المعلومات الاستخباراتية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يمكن أن يكون لها دور مهم في استراتيجية الولايات المتحدة لمواجهة الصين.

وكان بايدن على قناعة بما قيل له، بأن الفرنسيين كانوا على علم بإلغاء العقد مع أستراليا.

بايدن أمريكا ماكرون فرنسا
الرئيس الأمريكي جو بايدن – رويترز

ويؤيد ذلك ما قاله المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ، جون كيري، لقناة تلفزيونية فرنسية، يوم الإثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول، بأنه رأى ضرورة في شرح رد الفعل الفرنسي العنيف لبايدن، لأن الرئيس الأمريكي "في واقع الأمر لم يكن على اطلاع على تفاصيل ما جرى".

كما يدرك كبار مسؤولي بايدن أيضاً أن استعادة ثقة فرنسا، التي تعد أحد أبرز حلفاء الولايات المتحدة، ستستغرق بعض الوقت، لا سيما بعد أن اتخذ ماكرون قراره غير المسبوق الشهر الماضي باستدعاء سفير بلاده لأول مرة في تاريخ العلاقات الفرنسية مع الولايات المتحدة، حتى وإن كان السفير فيليب إتيان عاد إلى واشنطن بعدها بفترة وجيزة.

لقاء فرنسي أمريكي 

وزير الخارجية الأمريكي التقى المستشار الدبلوماسي في قصر الإليزيه، وأعرب الوزير عن دعم الولايات المتحدة لجهود ماكرون الخاصة بتعزيز القدرات الدفاعية لأوروبا.

يعد هذا الهدف من أولويات ماكرون، ويشكل دعمه إحدى أولى الخطوات التي اتخذها فريق بايدن لتعويض الفرنسيين عما حدث.

بالعودة إلى واشنطن، عاد السفير الفرنسي إلى البيت الأبيض بدعوة من سوليفان، وأعقب ذلك اجتماعات مع بلينكن وعددٍ من أبرز النواب المقربين لبايدن في مجلس الشيوخ الأمريكي.

أعلن البيت الأبيض أيضاً أن سوليفان سيتوجه إلى فرنسا هذا الأسبوع للقاء نظيره الفرنسي.

ويأتي على جدول الأعمال أيضاً التحضيرُ للقاءٍ بين بايدن وماكرون -تحضيراً رسمياً الآن- على هامش قمة مجموعة العشرين المقررة في روما يومي 30 و31 أكتوبر/تشرين الأول.

كان الوزير الأمريكي بلينكن، الذي يتحدث الفرنسية بطلاقة، وأمضى أكثر من 10 سنوات من حياته في باريس، في طليعة المسؤولين عن الجهود المبذولة لتدارك ما وصفه الفرنسيون بخيانة الثقة.

حافظ بلينكن على تواصل دائم مع كبار المسؤولين الفرنسيين للاستماع إلى مخاوفهم، وشمل الأمر عدداً من المكالمات التي يُكشف عن محتواها علناً، وفقاً لمسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية.

من جانبهم، يريد الفرنسيون أكثر من مجرد اعتذار، فهم يسعون للحصول على دعم أمريكي أقوى لعمليات مكافحة الإرهاب الفرنسية في غرب إفريقيا، كما أنهم يريدون تأييداً كاملاً لدفع أوروبا لتطوير قدرات عسكرية مستقلة جنباً إلى جنب مع الناتو.

ومع أن تلميحات إلى هذه المطالب ظهرت في قراءات مختلفة وبيانات مشتركة، إلا أن الإدارة الأمريكية لم تعلن بعد عن أي التزامات ملموسة.

تحميل المزيد