نشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الأربعاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2021، مستندات عن لقاءات حكومية عُقدت عشية وخلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وتحدثت عن معلومات أوصلها مستشار الرئيس المصري الراحل، أشرف مروان، للموساد.
مكتب بينيت قال إنه "بمناسبة مرور 48 عاماً على اندلاع حرب الغفران 1973 (حرب أكتوبر)، ينشر أرشيف الدولة التابع لمكتب رئيس الوزراء مستندات جديدة تتعلق بالحرب".
أضاف أن من بين المستندات "14 ملخصاً من جلسات الحكومة التي تناولت إدارة الحرب و21 ملخصاً، تتعلق بمشاورات دبلوماسية وأمنية حساسة، و26 ملخصاً تم جمعها في ديوان رئيس الوزراء".
لفت البيان أيضاً إلى أن هذه المجموعة من الأوراق تحتوي على 61 مستنداً، تشمل 1292 صفحة، وتم نشر الوثائق على الأرشيف الإسرائيلي الرسمي.
من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إنه بموجب أحد البروتوكولات، فإنه قبل اندلاع الحرب بحوالي عشرة أشهر "عُقدت جلسة خاصة بحضور القادة الاسرائيليين السياسيين والأمنيين".
هذه الجلسة جاءت بعدما "حصلت إسرائيل على معلومات حول نية مصر شنّ حرب ضدها، من المستشار المقرب من الرئيس المصري أنور السادات آنذاك، أشرف مروان، الذي كان يتعاون مع (جهاز المخابرات الخارجية) الموساد"، وفقاً للهيئة الإسرائيلية.
أضافت أنه "في الجلسة برزت اختلافات بين المسؤولين حول إمكانية اندلاع الحرب، واعتقدَ رئيس الموساد تسفي زامير أن الرئيس السادات يخضع لضغوطات كبيرة، وبالتالي من الصعب معرفة خططه، إلا أن وزير الدفاع موشيه دايان رجّح ألا تشن مصر حرباً شاملة، بل معارك استنزافية فقط".
في العام 2018، كانت قناة التلفزة الإسرائيلية الثامنة (خاصة)، قد نشرت وثائقياً من أربع حلقات حول جهاز الموساد، وذلك من خلال إجراء مقابلات ونقل شهادات لعدد كبير من رؤساء الموساد بخصوص أشرف مروان.
تضمّنت الشهادات روايات لقائدين من أبرز قادة الموساد، الذين تعاملوا بشكل مباشر مع مروان، وهما من شموئيل غورين، نائب رئيس الموساد السابق، الذي تولى قيادة شعبة تجنيد العملاء، المعروفة بـ"تسوميت"، والذي كان مسؤول بعثة "الموساد" في لندن عام 1969 عندما بادر أشرف مروان لعرض خدماته على الموساد، وتسفيكا زامير، رئيس الموساد الذي كان يلتقي شخصياً بأشرف مروان.
غورين قال في الفيلم: "كان أشرف مروان العميل الأفضل في كل العصور، كنت رئيس بعثة الموساد في لندن عندما علمت أنه يحاول الاتصال بنا، وقبلت طلبه، وصُدمت عندما تعرفت على هويته، فلم أكن أصدق أن صهر رئيس مصر جمال عبد الناصر يعرض خدماته للعمل كعميل لنا"، على حد قوله.
أضاف غورين أنه من بين المعلومات "التي جلبها لنا (أشرف مروان) معلومة مكّنتنا من إحباط مخطط لإسقاط طائرتين إسرائيليتين كانتا تُقلان مئات الإسرائيليين"، بحسب تعبيره.
كان أشرف مروان قد تولى في عهد السادات مواقع مهمة وحساسة، وقام بأدوار عدة، وضمنها الاتصالات مع الدول العربية، وعلّق غورين على ما يُقال عن أن مروان كان عميلاً مزدوجاً.
في هذا الصدد قال غورين: حاولت دائماً أن أبحث عن سمات ومؤشرات تدل على أن أشرف مروان كان عميلاً مزدوجاً، فلم أجد البتة. فقد كان يأتي للقاء رئيس الموساد وهو يحمل مسدساً، مع العلم أنه كان يحضر اللقاءات مع أشرف مروان في إحدى الشقق في لندن، بالإضافة إلى رئيس الموساد، ضابط الموساد الذي يقوم بتوجيه مروان، وشخص آخر، وهذا يعني أن أشرف مروان لو كان عميلاً مزدوجاً لكان بإمكانه تصفية رئيس الموساد، ولكان تسبَّب في هزة معنوية كبيرة لإسرائيل".
يُذكر أن حرب 1973 أو حرب "العاشر من رمضان" كما تُعرف في مصر، وحرب "الغفران" كما تُعرف في إسرائيل، هي حرب شنتها مصر وسوريا على إسرائيل بشكل مباغت، وتمكّن الجيش المصري خلالها من اجتياز قناة السويس التي كانت تخضع للسيطرة الإسرائيلية.