قال خبراء إن دواء في صورة أقراص طوّرته شركة "ميرك" الأمريكية لصناعة الأدوية يمثل انفراجة في العلاج من فيروس كورونا، نظراً لقدرته على خفض احتمالات الوفاة، أو ضرورة النقل إلى المستشفى للنصف، بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأعراض الحادة لكوفيد-19.
دراسة كبيرة أُجريت على هذه الأقراص، وقالت صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن نتائج الدراسة كانت إيجابية ومُهمة، وتبشر بطريقة جديدة تماماً لعلاج المرض، كما أنها تمثل ما يأمل العلماء أن تكون الأقراص الأولى في سلسلة من الأدوية الناجحة لعلاج الفيروس.
حتى الآن، كانت الطريقة الوحيدة لعلاج فيروس كورونا هي الستيرويدات، مثل الديكساميثازون والأجسام المضادة الوريدية، وكلاهما يستخدم مع المرضى المصابين بدرجة قوية من المرض.
لكن هذا العلاج الجديد المُسمى "مولنوبيرافير" الذي ابتكرته شركتا الأدوية ميرك Merck وRidgeback Biotherapeutics، يستهدف دورة حياة الفيروس، ويعترض عملية تكاثره بالعبث في جينومه، وبالتالي وقف قدرته على التكاثر.
دراسة تأثير الأقراص
شملت الدراسة ما يقرب من 800 شخص تلقوا دورة علاجية حين أصيبوا بالمرض، وفي النصف الذي تلقى علاج "ملنوبيرافير"، دخل 7% منهم إلى المستشفى، أما في النصف الذي تناول دواءً وهمياً بديلاً، بلغت نسبة من دخلوا إلى المستشفى 14%.
الهدف من هذه الدراسة كان اختبار فاعلية الدواء في الحد من دخول المرضى إلى المستشفى، ولكن بدا أن له تأثيراً قوياً في منع الوفاة، وإن كان ذلك بناءً على أعداد صغيرة، حيث توفي 8 ممن تلقوا الدواء الوهمي بعد شهر، ولم يتلقَّ أي منهم دواء مولنوبيرافير.
من جانبه، قال روبرت ديفيس، الرئيس التنفيذي لشركة ميرك، في تصريح لوكالة رويترز، إن هذا العلاج سيُحدث تغييراً جذرياً في أساليب السيطرة على فيروس كورونا.
في حين قال أميش أداليا، الباحث الكبير في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي: "ستتغير قواعد اللعبة بسبب مضادات الفيروسات التي تؤخذ بطريق الفم، وتستطيع التأثير على خطر دخول المستشفى لهذا الحد".
بناء على النتائج الإيجابية لدراسة الحبوب، أوصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بوقف التجربة، والتقدم بطلب للحصول على إذن استخدام طارئ للدواء فوراً.
في حالة حصول هذه الأقراص على الموافقات اللازمة، ستكون أقراص "ملنوبيرافير"، المصممة لزرع أخطاء في الشفرة الجينية للفيروس أول دواء مضاد للفيروسات يؤخذ عن طريق الفم لعلاج فيروس كورونا.
بسبب النتائج الإيجابية ارتفعت أسهم شركة "ميرك" بأكثر من 9% في بداية التعاملات في نيويورك، وتوقفت التجربة في المرحلة الثالثة بناء على توصية من مراقبين خارجيين.
بالمقابل انخفضت أسهم "فايزر" بنسبة 3%، وموديرنا بنسبة 10%، وهما شركتان مصنعتان للقاحات فيروس كورونا، وهو ما علّق عليه مايكل يي، محلل التكنولوجيا الحيوية في جيفريز بالقول إنه يشير إلى اعتقاد المستثمرين أن "الناس سيصبحون أقل خوفاً من كوفيد، وأقل ميلاً للحصول على اللقاحات في حالة وجود قرص بسيط يمكن أن يُعالج المرض".
يُذكر أنه من الأدوية التي تُستخدم لمواجهة فيروس كورونا، وهو قيد التطوير، دواء من إنتاج شركة "فايزر" يستهدف إنزيماً يساهم في تكاثر الفيروس، ويأمل الأطباء أن تُنشر نتائجه قريباً أيضاً، بل وقد يُستخدم بالتزامن مع "ملنوبيرافير".