كشفت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الإثنين 27 سبتمبر/أيلول 2021، أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، أجرى محادثات مع نظيره الروسي، الجنرال فاليري غيراسيموف، بشأن عرض صريح من الرئيس فلاديمير بوتين بالسماح للوحدات العسكرية الأمريكية باستخدام القواعد الروسية في آسيا الوسطى، للتصدي لما وصفه بالتهديدات الإرهابية في أفغانستان.
حيث ناقش الجانبان هذه القضية خلال الأسبوع الماضي، في اجتماع دوري بين المسؤولين العسكريين، وذلك بناء على طلب من أعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي.
في هذا الإطار، قال مسؤولون أمريكيون إن ميلي (63 عاماً) قد أثار هذا الموضوع، لأن مجلس الأمن القومي أراد أن يعرف مدى جدية بوتين في العرض الذي قدمه في محادثات مغلقة مع الرئيس جو بايدن في جنيف، في يونيو/حزيران، التي أفادت بها صحيفة Kommersant الروسية، باستضافة موظفين أمريكيين في القواعد العسكرية الروسية.
استكشاف جميع الخيارات
تلك الخطوة تشير إلى أن البيت الأبيض يرغب في استكشاف جميع الخيارات لتحقيق هدف بايدن المتمثل في مراقبة التهديدات داخل أفغانستان بعد انسحاب القوات الغربية بقيادة الولايات المتحدة منها.
وفق المسؤولين الأمريكيين، لم يكن حديث غيراسيموف أثناء اجتماعه مع ميلي في العاصمة الفنلندية هلسنكي ملزماً، بينما امتنع متحدث باسم الكرملين عن التعليق.
فيما يُرجح أن يُستجوَب ميلي عن هذه المحادثة حين يمثل أمام لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، إلى جانب لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، في إطار التحقيق في الانسحاب الأمريكي وخطط التصدي للإرهاب في المستقبل.
عقبات سياسية ولوجستية
في حين أشارت صحيفة The Times البريطانية إلى أنه توجد العديد من العقبات السياسية واللوجستية التي تحول دون تعاون خَصمي الحرب الباردة السابقين، وكلاهما انسحب بشكل مخزٍ من أفغانستان، لمكافحة الإرهاب، إذ سنّ الكونغرس تشريعاً يستبعد التعاون الوثيق بين الجيشين ما دامت القوات الروسية باقية في أوكرانيا، ما لم يصدر وزير الدفاع إعفاءً خاصاً.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة تعتمد على قواعد في دول الخليج، مثل قطر والإمارات، في عمليات المراقبة والغارات الجوية التي تنفذها في أفغانستان بالطائرات المسيرة.
كان بوتين قد قال لبايدن في جنيف إنه يعارض جهود الولايات المتحدة للتفاوض بشأن السماح بدخول قوات أمريكية مع حكومات آسيا الوسطى، وإن الصين ستعارض ذلك أيضاً. وطرح بوتين بدلاً من ذلك فكرة السماح للوحدات الأمريكية باستخدام القواعد العسكرية الروسية في طاجيكستان وقيرغيزستان، وفقاً لما ذكرته صحيفة Kommersant.
مخاوف الحزب الجمهوري
في غضون ذلك، طالب الحزب الجمهوري الأمريكي إدارة بادين بإصدار توضيح حول خطط استخدام القواعد الروسية في آسيا الوسطى.
إذ أكد ممثلو الحزب الجمهوري، في رسالة إلى البيت الأبيض، أن المشاركة المحتملة لموسكو في الحرب ضد الإرهاب في المنطقة لن تؤدي إلى علاقات مستقرة يمكن التنبؤ بها مع روسيا، معربين عن مخاوفهم من تلك الخطوة.
جدير بالذكر أن للولايات المتحدة وروسيا مصالح عسكرية متنافسة غالباً في أنحاء العالم، بما في ذلك في بلدان مثل سوريا، حيث تعمل القوات الأمريكية والقوات الروسية على مقربة شديدة. ولم يتضح بعد كيف ستنتقل واشنطن وموسكو إلى الخطوات التالية في أفغانستان.