يُدلي الناخبون الألمان بأصواتهم في انتخابات عامة متقاربة الفرص، الأحد 26 سبتمبر/أيلول 2021، لاختيار خليفة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وسط منافسة محتدمة بين الأحزاب التي سعت بقوة لإقناع الناخبين المترددين بضرورة المشاركة في التصويت.
ميركل التي هي في السلطة منذ عام 2005 تعتزم الاستقالة بعد الانتخابات، ما يجعل التصويت حدثاً محورياً في ألمانيا، التي تُعد أكبر اقتصادات أوروبا.
استطلاعات للرأي أشارت قبل الانتخابات إلى أن النتيجة متقاربة جداً، حيث يحظى الحزب الاشتراكي الديمقراطي بأسبقية ضئيلة، بحصوله على نسبة تأييد بلغت 25.2%، مقابل 22.4% للاتحاد الديمقراطي المسيحي (حزب ميركل).
جاء حزب الخضر مع مرشحته أنالينا بربوك بالمركز الثالث في استطلاعات الرأي، بحصوله على نسبة 15.9%.
فيما أظهر استطلاع جديد للرأي أن ما يقرب من 35% من الناخبين ما زالوا مترددين بشأن من سيصوتون له، أو ما إذا كانوا سيصوتون على الإطلاق، قبل أقل من يوم واحد من بدء الاقتراع، ما يجعل التنبؤات صعبة قبل التصويت.
تُشير الفرص المتقاربة للأحزاب إلى أن الأخيرة ستدخل في مشاورات مع بعضها البعض، قبل الشروع في مفاوضات رسمية لتشكيل ائتلاف قد يستغرق شهوراً، وهو ما يُبقي ميركل (67 عاماً) في السلطة لتصريف الأعمال.
في تجمع انتخابي بمدينته آخن، أمس السبت، قال مرشح المحافظين آرمين لاشيت، وهو يقف إلى جوار ميركل، إن تشكيل تحالف يساري يقوده الحزب الديمقراطي الاشتراكي مع حزب الخضر وحزب لينكه سيزعزع استقرار أوروبا.
لاشيت (60 عاماً) أضاف: "إنهم يرغبون في إخراجنا مع حلف شمال الأطلسي، ولا يريدون هذا الحلف، إنهم يريدون جمهورية أخرى (…) لا أريد أن يكون حزب ليكنه في الحكومة المقبلة".
ينافس لاشيت في الانتخابات أولاف شولتز، مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي ووزير المالية في ائتلاف ميركل، الذي فاز في كل المناظرات التلفزيونية الثلاث لأبرز المرشحين.
لم يستبعد شولتز (63 عاماً) التحالف مع حزب ليكنه، لكنه قال إن عضوية حلف الأطلسي خط أحمر لحزبه.
يشير المشهد السياسي إلى احتمال تشكيل ائتلاف ثلاثي، وتشير أقرب السيناريوهات إلى أن الفائز من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وتحالف حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي سيُشكل ائتلافاً مع الخضر وحزب الديمقراطيين الأحرار.
كانت ميركل قد حضّت أمس السبت الناخبين على التصويت لمرشّح تحالفها لاشيت، لتشكيل مستقبل ألمانيا.
خططت ميركل للابتعاد عن الأضواء في المعركة الانتخابية في وقت تستعد للانسحاب من الساحة السياسية بعد 16 عاماً في السلطة، لكنها وجدت نفسها مضطرة للدخول على خط برنامج حملة زعيم حزبها، لاشيـت، الذي لا يحظى بشعبية واسعة.
في آخر أسبوع من الحملة الانتخابية، رافقت ميركل مرشّح حزبها إلى دائرتها الانتخابية المطلة على بحر البلطيق، فيما كانت يوم الجمعة الفائت على رأس تجمّع ختامي شاركت فيه كبرى الشخصيات المحافظة في ميونيخ.
في مناشدة موجّهة إلى الناخبين الذين يهيمن عليهم كبار السن، دعت ميركل إلى إبقاء المحافظين في السلطة من أجل الاستقرار الذي لطالما ميّز ألمانيا، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
يُشار إلى أنه يحق لنحو 60.4 مليون شخص الإدلاء بأصواتهم في ألمانيا، من بينهم 2.9 مليون ناخب يصوتون لأول مرة، وفقاً للبيانات الحكومية.