ظهرت النائبة الديمقراطية الأمريكية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز الخميس 23 سبتمبر/أيلول 2021 وهي تبكي في قاعة مجلس النواب الأمريكي بعد أن انفصلت عن زميلاتها من أعضاء رباعي النائبات الديمقراطيات التقدميات.
كورتيز بدَّلت صوتها من "الرفض" إلى "الامتناع عن التصويت" في تصويت لتمويل القبة الحديدية الإسرائيلية، في المقابل ضمَّت قائمة المصوِّتين بالرفض كلاً من النائبات إلهان عُمر، وآيانا بريسلي، ورشيدة طليب، التي اتهمها أحد النواب الديمقراطيين من زملائها بمعاداة السامية، وفقاً لما نشرته صحيفة The Independent البريطانية.
ووافق مجلس النواب الديمقراطي على مشروع قانون التمويل بأغلبية 420 إلى 9 من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وذلك على الرغم من جهود الرباعي الديمقراطي بقيادة أوكاسيو كورتيز للدفع بمحاولة لوقف التمويل العسكري لإسرائيل.
انقسام بالكونغرس بشأن تمويل تل أبيب
في المقابل، امتنع عن التصويت كل من النائبات إلهان عُمر، وآيانا بريسلي، ورشيدة طليب، التي اتهمها أحد النواب الديمقراطيين من زملائها بمعاداة السامية.
وكان رباعي النائبات الديمقراطيات استفاد في وقت سابق من هذا الأسبوع من الحاجة الملحة إلى رفع حد الاقتراض للحفاظ على استمرار عمل الحكومة الفيدرالية حتى نهاية العام، وضغطوا لإلغاء بندٍ يتضمن مساعدات عسكرية بمليار دولار خُصِّصت لتمويل نظام الدفاع الصاروخي من مشروع قانون الإنفاق السابق للديمقراطيين.
لكن يوم الخميس 23 سبتمبر/أيلول، وبدلاً من التمسك بمعارضتها السابقة لبند التمويل، تراجعت أوكاسيو كورتيز عن تصويتها السابق وصوَّتت بـ"الحضور" في اللحظات الأخيرة.
انتقدت المذيعة الأمريكية ميغان ماكين دموع ألكساندريا ووصفت المشهد بأنه "مسرحية، بل وسيئة" بعد أن نقله المراسل جيك شيرمان الذي كتب على تويتر: "ألكساندريا أوكاسيو كورتيز تبدو ذاهلة عما حولها، لقد وقفت في منتصف قاعة مجلس النواب تمسح دموعها وتبكي على كتف زميلتها".
أما إميلي شرايدر، الكاتبة بصحيفة Jerusalem Post الإسرائيلية، فقالت: "ألكساندريا أوكاسيو كورتيز بكت حرفياً بعد التصويت بالحضور على تمويل القبة الحديدية، حصيلة الأمر أنه بات مزيد من اليهود يكرهون تلك المسرحيات من رباعي النائبات الديمقراطيات".
كانت صحيفة Jerusalem Post الإسرائيلية، ومعها مجلة Politico الأمريكية، أول من تحدث عن محاولة الرباعي الديمقراطي لحجب التمويل المخصص للقبة الحديدية، التي تدعي إسرائيل أنها تحمي مواطنيها من الهجمات الصاروخية.
وقال مصدر دبلوماسي لصحيفة Jerusalem Post إن البيت الأبيض ما لبث أن بدأ في الإعداد للتراجع عن القرار فور إعلانه تقريباً، وهو ما يوضح مدى الانقسام بين كتلة النواب التقدميين في الحزب الديمقراطي والرئيس جو بايدن.
فيما اشتدت حدة هذا الانقسام بعد النقاشات الساخنة التي دارت في مجلس النواب عندما وجه النائب الديمقراطي تيد دويتش، خطبة لاذعة لزميلته في الحزب الديمقراطي، النائبة رشيدة طليب، التي وصفت إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري وقال دويتش يوم الخميس: "لا يمكنني ولا أستطيع القبول بأن يقف أحد زملائي في قاعة مجلس النواب ويصف دولة إسرائيل الديمقراطية اليهودية بأنها دولة فصل عنصري. أنا أرفض ذلك"، وأضاف: "عندما لا يوجد مكان على الخريطة لدولة يهودية واحدة؛ فإن هذه معاداة للسامية وأنا أرفضها".
فيما قالت رشيدة طليب في وقت لاحق إن إسرائيل دولة منتهكة لحقوق الإنسان ومتهمة بارتكاب جرائم حرب، مضيفة أن "الفلسطينيين يعيشون تحت وطأة نظام فصلٍ عنصري عنيف".
وفي ظل الانقسام الذي يشهده الحزب الديمقراطي بشأن الأمر، كانت النائبة إلهان عمر كتبت على موقع تويتر في وقت سابق من هذا الأسبوع: "باعت الولايات المتحدة أسلحة بقيمة 175 مليار دولار العام الماضي- أكثر من أي جهة أخرى في العالم- لمجموعة من أشد منتهكي حقوق الإنسان في العالم". وأضافت: "الفكرة التي نقولها: لا تبيعوا أسلحة لأي شخص ينتهك حقوق الإنسان".
قرار سابق برفض التمويل
بعد إقرار الديمقراطيين للتمويل، وجَّه وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، شكراً خاصاً لزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، ستيني هوير، الذي قيل إنه كان يعمل خلف الكواليس لطمأنة إسرائيل بأن تعليق التمويل ليس سوى مسألة "فنية".
ويأتي القرار الجديد بعد يومين فقط من خطوة قام بها أعضاء ديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي يوم الثلاثاء، حيث سحبوا تمويلاً عسكرياً بقيمة مليار دولار لإسرائيل من مشروع قانون لتمويل الحكومة الأمريكية، بعد اعتراضات من الليبراليين في المجلس، مما يمهِّد الطريق لمعركة محتملة حول هذه المسألة في وقت لاحق من هذا العام.
إذ اعترض بعض أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين على بند في مشروع قانون الإنفاق المؤقت لتوفير التمويل الإضافي؛ حتى تتمكن إسرائيل من تجديد نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية". وتنتج شركة ريثيون الأمريكية الكثير من مكونات القبة الحديدية.
في المقابل يناقش مجلس النواب تشريعاً لتمويل الحكومة الاتحادية حتى الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2021، ورفع حد الاقتراض في البلاد.
التأجيل لفترة وجيزة
في المقابل، فقد أجبر هذا الخلاف لجنة القواعد في مجلس النواب على التأجيل لفترة وجيزة، قبل أن يتعهد قادة لجنة المخصصات بإدراج تمويل النظام الإسرائيلي في مشروع قانون للإنفاق الدفاعي في وقت لاحق من هذا العام. وقد يمهِّد ذلك الطريق لخلاف آخر حول المساعدات العسكرية لإسرائيل.
من جانبه، قال النائب الديمقراطي جمال بومان، إن أعضاء مجلس النواب لم يُتَح لهم الوقت الكافي للنظر في الأمر، وقال بومان للصحفيين: "المشكلة هي أن القيادة تُلقي بشيء ما على طاولتنا وتعطينا نحو خمس دقائق لنقرر ما سنفعله، ثم نحاول المضي قدماً في ذلك".
بناء القبة الحديدية
في سياق متصل، فقد قدمت الولايات المتحدة بالفعل أكثر من 1.6 مليار دولار لإسرائيل؛ لتطوير وبناء نظام القبة الحديدية، وفقاً لتقرير هيئة أبحاث الكونغرس الأمريكي، العام الماضي. وهذا يعكس الدعم القوي الدائم لإسرائيل بين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
في المقابل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، في بيان، إنّ سحب التمويل "تأجيل فني"، وإن زعماء الحزب الديمقراطي الأمريكي أكدوا له أنه سيتم تحويل مبلغ تمويل القبة الحديدية قريباً.
في المقابل، فقد اعترض بعض الديمقراطيين الليبراليين على هذه السياسة في عام 2021، مستشهدين بسقوط ضحايا فلسطينيين عندما ردت إسرائيل على الهجمات الصاروخية التي شنتها حركة حماس الفلسطينية في مايو/أيار 2021.
كذلك فقد قالت إسرائيل إن معظم الصواريخ البالغ عددها 4350 صاروخاً، والتي أطلقت من غزة خلال الصراع، جرى اعتراضها وتدميرها في الجو بواسطة نظام القبة الحديدية.