قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الجمعة 24 سبتمبر/أيلول 2021، إن حركة طالبان يمكن أن تكون شريكاً للولايات المتحدة، في عملية إرساء السلام بأفغانستان، في الوقت الذي كشف فيه وزير خارجيته عن خطة اقترحتها إسلام آباد لرأب الصدع بين الحركة والمجتمع الدولي.
رئيس الوزراء الباكستاني قال في مقابلة أجرتها مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن باكستان "صديق وفيٌّ" لجهود الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وإن واشنطن تعاونت بشكل مباشر مع طالبان في عمليات الإجلاء من أفغانستان.
أضاف: "أعتقد أن الولايات المتحدة يمكن أن تعمل مع الحكومة الجديدة في أفغانستان لتعزيز المصالح المشتركة والاستقرار الإقليمي".
وحذَّر خان من اندلاع صراعات جديدة بين الأفغان، كنتيجة للتنافس بين القوى الإقليمية والعالمية في البلد المضطرب.
خطة لرأب الصدع بين الطرفين
من جانبها، كشفت وكالة Associated Press الأمريكية أن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، قدّم على هامش اجتماع زعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة رؤية لتجاوز الأزمة بأفغانستان.
تقترح حكومة باكستان بحسب رؤيتها، أن يرسم المجتمع الدولي خارطة طريق تقود إلى الاعتراف الدبلوماسي بـ"طالبان"، مع حوافز تُقدّم عند تلبية متطلبات الخارطة، ثم تجلس وجهاً لوجه لمناقشتها مع قادة الحركة.
وزير الخارجية وجّه حديثه، عبر الوكالة الأمريكية، لدول العالم قائلاً: "كونوا أكثر واقعية، وصبراً، ومشاركة، والأهم من كل ذلك: لا تفرضوا العزلة".
أضاف قريشي: "إذا تمكّنوا من تلبية التوقعات، فسوف يجعلون الأمور أسهل على أنفسهم. وسوف يحصلون على القبول المنشود، الذي هو ضروريٌّ من أجل الاعتراف بهم. وفي الوقت ذاته، يجب على المجتمع الدولي أن يُدرك التالي: ما البديل؟ وما الخيارات؟ هذا هو الواقع، فهل بإمكانكم تجاهل هذا الواقع؟".
ثم أردف قائلاً إنّ باكستان "تتفق مع المجتمع الدولي" في رغبته في أن يرى أفغانستان تعيش في سلام واستقرار، بدون مساحةٍ للعناصر الإرهابية لتوسيع وجودها، وحيث تضمن طالبان "عدم استخدام التراب الأفغاني مجدداً ضد أي دولةٍ أخرى".
يُمكن أن تشمل قائمة الأشياء المتوقعة من طالبان: حكومة تشمل الجميع، وضمانات تتعلّق بحقوق الإنسان، خاصةً للنساء والفتيات.
في المقابل، قال قريشي إنّ الحكومة الأفغانية قد تتشجّع حين تبدأ في الحصول على المساعدات بمجالات التنمية والاقتصاد وإعادة الإعمار لمساعدة البلاد على النهوض بعد عقودٍ من الحرب.
كما حثّ قريشي الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي والدول الأخرى التي جمّدت أرصدة الحكومة الأفغانية، على أن تُفرج عن تلك الأموال فوراً؛ حتى يتم استغلالها في "تعزيز جهود عودة الحياة إلى طبيعتها داخل أفغانستان". كذلك تعهّد بأنّ باكستان جاهزةٌ للعب دورٍ "بنّاء وإيجابي" في فتح قنوات التواصل مع طالبان، لأنّ إسلام آباد سوف تستفيد أيضاً من السلام والاستقرار.
ولدى باكستان، التي تتشارك حدوداً طويلة مع أفغانستان، علاقةٌ قديمة ومتضاربة أحياناً مع جارتها. إذ تضمّنت تلك العلاقة محاولات لمنع الإرهاب هناك تارة، وتشجيعه تارةً أخرى بحسب البعض. وحكومة إسلام آباد مهتمةٌ أشد الاهتمام، بضمان أنّ ما ستُقدمه أفغانستان الجديدة لن يُمثّل تهديداً لباكستان.