قال دبلوماسي جزائري كبير، الجمعة 24 سبتمبر/أيلول 2021، إن الجزائر قد تلجأ إلى إجراءات تصعيدية في خلافها مع المغرب وتتخذ المزيد من الخطوات بعد قطع العلاقات وإغلاق المجال الجوي.
وكالة رويترز نقلت عن عمار بلاني، مسؤول ملف دول المغرب العربي بوزارة الخارجية الجزائرية، قوله: "إن من غير الممكن استبعاد اللجوء لإجراءات إضافية"، دون أن يحدد طبيعة هذه الإجراءات التي ربما تكون موضع دراسة.
تصريحات المسؤول الجزائري تأتي بعد يومين من إغلاق الجزائر لحدودها الجوية بوجه الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، وهو إجراء لم ترد عليه المغرب إلى حد الآن، إضافة إلى إعلان الجزائر قبل ذلك قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط.
إغلاق المجال الجوي بوجه المغرب
فقد أعلنت الرئاسة الجزائرية أن المجلس الأعلى للأمن قرر الأربعاء 22 سبتمبر/أيلول إغلاق المجال الجوي للبلاد أمام الطيران المدني والعسكري المغربي، وذلك بعد أقل من شهر على قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة.
قالت في بيان إن القرار يأتي في ظل "استمرار الاستفزازات والممارسات العدائية من الجانب المغربي". وأضافت الرئاسة الجزائرية بعد اجتماع للمجلس أن الإغلاق يشمل أيضاً أي طائرة تحمل أرقام تسجيل مغربية.
بينما لم يرد بعد أيُّ رد فعل رسمي من المغرب. وقال مصدر بشركة الخطوط الملكية المغربية إن هذا القرار لن يؤثر إلا على 15 رحلة أسبوعياً تربط المغرب بتونس وتركيا ومصر.
كما وصف المصدر أثر القرار على الشركة بأنه غير كبير، وقال إن الرحلات المعنية قد تغيّر مسارها لتمر فوق البحر المتوسط. ولم تصدر الشركة أي تعقيب رسمي على القرار الجزائري.
قطع العلاقات الدبلوماسية
فيما كانت الجزائر قد قررت أواخر الشهر الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، مشيرة إلى "أعمال عدائية" من جانب المملكة، خاصة بعد تصريحات أدلى بها مبعوث المغرب في نيويورك تؤيد تقرير المصير لمنطقة القبائل في الجزائر. وقال المغرب إنه يأسف لقرار الجزائر.
كما اتهمت الجزائر الرباط بدعم الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل (الماك) وهي جماعة انفصالية أعلنتها الحكومة منظمة إرهابية. وتتهمها السلطات بإشعال حرائق غابات مدمرة خاصة في منطقة القبائل أودت بحياة 65 شخصاً.
مع العلم أن الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ عام 1994، وأشارت الجزائر إلى أنها ستحول صادرات الغاز من خط أنابيب يمر عبر أراضي المغرب، وكان من المقرر تجديده في وقت لاحق من العام الحالي.
تدهورت العلاقات بين البلدين منذ العام الماضي عندما اشتعلت قضية الصحراء بعد سنوات من الهدوء النسبي. ويعتبر المغرب الصحراء تابعة له، لكن جبهة البوليساريو، التي تدعمها الجزائر، تنازعه السيادة عليها.