أمر قاضٍ اتحادي أمريكي، الأربعاء 22 سبتمبر/أيلول 2021، شركة فيسبوك بتسليم سجلات لحسابات لها صلة بالعنف الذي استهدف الروهينغا في ميانمار كانت شركة التواصل الاجتماعي العملاقة قد أغلقتها، رافضاً بذلك ما دفعت به من حماية الخصوصية، وواصفاً موقفها بأنه "مليء بمفارقات تدعو للسخرية".
وكانت فيسبوك قد رفضت نشر المعلومات، وقالت إن في ذلك انتهاكاً لقانون أمريكي يمنع شركات الاتصالات الإلكترونية من الكشف عن رسائل المستخدمين، غير أن القاضي قال إن الرسائل التي تم مسحها لا تقع تحت طائلة القانون، وإن عدم تسليمها "سيفاقم المأساة التي حلت بالروهينغا".
وكان أكثر من 730 ألف مسلم من الروهينغا قد فروا من ميانمار في أغسطس/آب 2017 بعد حملة عسكرية اشتملت على عمليات قتل جماعي واغتصاب.
وتريد جامبيا المعلومات من فيسبوك لقضية رفعتها على ميانمار في محكمة العدل الدولية تتهمها فيها بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بالإبادة الجماعية لعام 1948.
قائمة بيضاء لفيسبوك
يأتي هذا بعد أن كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن شركة فيسبوك استحدثت "قائمة بيضاء" سرية للنخبة والمشاهير الذين استفادوا من خلالها بمعاملة خاصة فيما يخص قواعد المحتوى، والتي قد لا تنطبق على ملايين المستخدمين العاديين على المنصة.
في تقريرها الذي نشرته الإثنين 13 سبتمبر/أيلول 2021، فإن وثائق اطلعت عليها الصحيفة تظهر أن القائمة توسعت لتشمل 5.8 مليون مستخدم على الأقل، في عام 2020، يتمتعون بالإعفاء من بعض أو كل قواعد المحتوى.
قالت الصحيفة في عرضها المفصل لقائمة كبار الشخصيات التي استحدثتها وفق نظام أطلقته سراً يسمى XCheck (التحقق المتقاطع) إنها تتناقض مع التصريحات العلنية للشركة ورئيسها التنفيذي، مارك زوكربيرغ، بشأن تطبيق القواعد الخاصة بالمحتوى للمستخدمين العاديين على قدم المساواة مع نخب السياسة والثقافة والصحافة والمجتمع المدني.
تم تسليم بعض الوثائق على الأقل إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، والكونغرس، من قبل شخص قالت إنه يسعى للحصول على الحماية الفيدرالية التي توفر للمبلغين، وفقاً لما قاله أشخاص مطلعون على الأمر للصحيفة.
كما ذكرت "وول ستريت جورنال" أن "القائمة السرية" شملت الرئيس السابق، دونالد ترامب، وقد ظل فيها لمدة عامين قبل تعليق حسابه، إضافة لأفراد عائلته وأعضاء الكونغرس وبرلمان الاتحاد الأوروبي، إلى جانب رؤساء البلديات والنشطاء المدنيين والمعارضين.
كما غطى البرنامج إلى حد كبير أي شخص يعمل بانتظام في وسائل الإعلام أو لديه عدد كبير من المتابعين، ونجوم السينما ومضيفي البرامج الحوارية والأكاديميين.
لهم حصانة وينشرون دون مراقبة
يتم منح البعض حصانة من تنفيذ إجراءات سياسة المحتوى، بينما يُسمح للآخرين بنشر مواد تنتهك القواعد انتظاراً لمراجعات موظفي الشركة التي وبشكل عملي قد لا تحدث أبداً، وفق الصحيفة، وقد تتم إزالة المحتوى، لكن ليس على الفور، ويتم توجيه المحتوى إلى نظام منفصل يعمل فيه موظفون مدربون بشكل أفضل ويعملون بدوام كامل.
في بعض الأحيان، تتطلب إزالة المحتوى من حساب الشخصيات المهمة موافقة كبار المسؤولين التنفيذيين في فرق الاتصالات والسياسة العامة بفيسبوك، أو حتى زوكربيرغ نفسه.
يورد التقرير أمثلة على توفير هذا البرنامج حصانة للمستخدمين غير العاديين، مثل نجم الكرة البرازيلي، نيمار، الذي سمح له بعرض صور عارية لامرأة ومراسلاتها له، وكانت هذه المرأة قد اتهمته بالاغتصاب، ووصلت الصور لعشرات الملايين من متابعيه قبل إزالة فيسبوك للمحتوى لاحقاً.
كذلك الأمر مع منشور شهير لترامب قال فيه: "عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار"، في إشارة إلى أعمال الشغب التي اندلعت بعد مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد في 2020.