ندد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، مساء الإثنين 20 سبتمبر/أيلول 2021، بطريقة التعامل مع بلاده في صفقة الغواصات لأستراليا، قائلاً إن هذه القضية تعكس "قطيعة في مبدأ الثقة بين الحلفاء"، مشيراً إلى أن واشنطن مطالبة بتقديم تفسيرات في وقت أعلن فيه الاتحاد الأوروبي دعمه "الصريح" لفرنسا في أزمة الغواصات.
لودريان قال خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مدينة نيويورك: "الموضوع يتعلق في المقام الأول بانهيار الثقة بين الحلفاء، وهذا الأمر يستدعي من الأوروبيين التفكير ملياً بالتحالفات".
كما أشار إلى "عدم تشاور" الولايات المتحدة مع بلاده في قضية الغواصات الأسترالية.
فيما أكدت الولايات المتحدة أن فرنسا "حليفتها وشريكتها الأقدم"، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن الرئيس بايدن سيبحث هاتفياً مع نظيره الفرنسي عدة قضايا، بينها صفقة الغواصات مع أستراليا التي أثارت استياء فرنسا.
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في لقاء تلفزيوني أجرته على هامش مشاركتها في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن أحد أعضاء الاتحاد الأوروبي عومل بشكل غير مقبول، مضيفة أن "ذلك يستوجب توضيحاً، قبل أن نتمكن من العودة للأمور بشكلها الطبيعي".
فيما قال مفوض السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، إن التكتل الأوروبي تفاجأ بالإعلان عن تحالف دفاعي بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.
وأضاف أن وزراء خارجية الاتحاد عبّروا صراحة عن تضامنهم ودعمهم لفرنسا، كما عبر المسؤول الأوروبي عن أسفه لاستثناء التحالف الأمريكي مع أستراليا وبريطانيا الشركاء الأوروبيين.
أزمة الغواصات
وكانت باريس ألغت اجتماعات مع مسؤولين بريطانيين وأستراليين في وقت تحشد فيه المساندة الأوروبية.
فيما دخلت العلاقات بين فرنسا من جهة والولايات المتحدة وأستراليا من جهة أخرى، أزمة مفتوحة، الخميس، بعد إلغاء أستراليا صفقة شراء غواصات فرنسية واستبدالها بأخرى أمريكية تعمل بالوقود النووي.
ودفع إلغاء الصفقة باريس إلى وصف الأمر بأنه "خيانة وطعنة في الظهر".
كما أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن التكتل "يأسف" لعدم إبلاغه بشأن الاتفاقية الأمنية المبرمة بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن الرئيس جو بايدن "يتطلع" إلى بحث "الطريق الواجب اتباعه"، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قرر هذه السنة عدم التوجه إلى نيويورك. وأضاف: "نحن نتفهم الموقف الفرنسي رغم أننا لا نشاطره".
كانت باريس أعلنت أن بايدن طلب شرح موقفه مع نظيره الفرنسي، وسيحصل اتصال هاتفي "في الأيام المقبلة".
وفي دليل على الأولويات الدبلوماسية للرئيس الأمريكي، لن يلتقي الثلاثاء على هامش الجمعية العامة إلا رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، قبل أن يستقبل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في البيت الأبيض.
حاولت واشنطن، خلال نهاية الأسبوع، التودد لحليفتها فرنسا ولأوروبا بشكل أشمل. وأعلن البيت الأبيض، صباح الإثنين، إعادة فتح حدود الولايات المتحدة أمام المسافرين الأوروبيين والبريطانيين الملقحين ضد كوفيد-19.
ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ لمناقشة الاتفاق الأمني الأسترالي-الأمريكي-البريطاني الذي دفع كانبيرا إلى إلغاء صفقة غواصات مع فرنسا.