وجَّه الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، الإثنين 20 سبتمبر/أيلول 2021، انتقاداً لاذعاً للرئيس الحالي قيس سعيّد، بسبب "السياسة التي يتبعها"، معتبراً أنه "أضاع فرص نهضة اقتصادية عبر العلاقة مع ليبيا، وحرم التونسيين من ثمارها"، وذلك في تدوينة كتبها المرزوقي بصفحته الرّسمية على فيسبوك.
"المرزوقي" اتهم سعيد، بأنه تسبب في "التخاصم مع أشقائنا (الليبيين)"، عن طريق السياسات التي ينتهجها مع البلد الجار، والذي يتجه نحو انفراجة سياسية مرتقبة.
إذ اعتبر الرئيس الأسبق، في المناسبة نفسها، أن سعيّد "أضاع فرص تشغيل مئات الآلاف من التونسيين (في ليبيا)، ليزداد فقرهم، وعطَّل دواليب الدولة والمكنة الاقتصادية المجمدة هي الأخرى لإشعار آخر".
كما أضاف: "القضية الليبية كانت شأناً داخلياً إبان عهد الثورة (ثورة 2011)، وكانت أول نقطة في جدول أعمال مجلس الأمن القومي، كما كانت الزيارات على أعلى مستوى لا تتوقف"، في إشارة إلى العلاقات التّونسية اللّيبية قبل حكم "سعيّد".
وزاد: "أُعزي أهلنا في الجنوب من صفاقس (وسط) إلى رأس جدير (جنوب)، وهي المنطقة الأكثر ارتباطاً بالاقتصاد اللّيبي والتي سترى تبخُّر كل الآمال في نهضة اقتصادية مرتبطة أشد الارتباط بحسن العلاقات السياسية مع الجارة والشقيقة ليبيا".
وتعيش تونس إجراءات استثنائية، قررها الرئيس قيس سعيد منذ 25 يوليو/تموز الماضي، إذ قرر تجميد البرلمان، ورفع الحصانة عن النواب، وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، على أن يتولى هو السلطة التنفيذية، بمعاونة حكومة يعيّن رئيسها، ثم أصدر أوامر بإقالة مسؤولين وتعيين آخرين. وفي 23 أغسطس/آب الماضي، مدد هذه القرارات لأجَل غير مسمى.
جدير ذكره، أنه في يوم السبت الماضي، أعلن وزير العمل الليبي علي العابد، عقب عودته من زيارة لمصر ضمن وفد حكومي، أن مليون عامل مصري سيبدؤون دخول بلاده مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وقال العابد: "وقعنا مع مصر عقوداً بقيمة 19 مليار دينار ليبي (4.24 مليارات دولار)"، دون أن يقدم تفاصيل بشأن هذه المشروعات.
خلال الأشهر الأخيرة، شهدت علاقات طرابلس والقاهرة تطوراً إيجابياً عقب زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي لليبيا، في 20 أبريل/نيسان الماضي.
وفي أكثر من مناسبة، أعربت مصر عن دعمها لحكومة "الوحدة الوطنية" الحالية في ليبيا.
ومنذ أشهر، تشهد ليبيا انفراجاً سياسياً، ففي 16 مارس/آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلساً رئاسياً، مهامها لقيادة البلاد إلى الانتخابات، بعد معاناة لسنوات من الصراع المسلح حول الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.