زار وزير الدفاع في نظام بشار الأسد الأردن، الأحد 19 سبتمبر/أيلول 2021، لبحث الاستقرار على الحدود المشتركة، وذلك في أول زيارة من نوعها منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا قبل عشر سنوات.
يأتي الاجتماع بعدما استعادت قوات الأسد هذا الشهر السيطرة على مدينة درعا إلى الجنوب من دمشق، في إطار اتفاق توسطت فيه روسيا، وحال دون هجوم عسكري شامل على المدينة.
كذلك فإن هذه الزيارة تأتي بعد نحو 4 أسابيع على لقاء جمع ملك الأردن عبد الله الثاني بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، اقترح خلاله الأخير أهمية تطبيع علاقات المملكة مع دمشق.
الجيش الأردني قال إن قائده اللواء يوسف الحنيطي التقى بوزير الدفاع السوري علي أيوب بشأن الوضع في درعا، ولبحث قضايا مثل مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات في المنطقة.
كذلك ذكر بيان للجيش الأردني أن المحادثات تأتي في إطار الاهتمام بتكثيف التنسيق المستقبلي حول كافة القضايا المشتركة.
من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن مصادر -لم تسمها- قولها إن "المحادثات العسكرية بين سوريا والأردن تناولت أيضاً ما شهدته الأشهر الأخيرة من زيادة كبيرة في تهريب المخدرات"، وهو ما يقول مسؤولون أردنيون إن "حزب الله" اللبناني يقف وراءها.
ينفي "حزب الله" المزاعم الغربية بوقوفه وراء شبكة تهريب بمليارات الدولارات تتحرك من سوريا عبر الأردن للتصدير إلى الخليج.
بدورهم، قال دبلوماسيون غربيون كبار إن الأردن وإسرائيل قلقان من توسع الوجود الإيراني من خلال اختراقها لوحدات قوات الأسد، وانتشار الفصائل المسلحة التي تمولها طهران والتي لها سيطرة الآن في جنوب سوريا.
كما عزز "حزب الله" اللبناني وجوده في محافظة القنيطرة الواقعة على حدود درعا من الغرب، على طول مرتفعات الجولان الإسرائيلية.
ظل الأردن على مدى سنوات مسانداً للمعارضة السورية المدعومة من الغرب، والتي سيطرت على جنوب سوريا، إلى أن استعادت قوات الأسد المنطقة عام 2018، خلال حملة عسكرية تلقت فيها دعماً من سلاح الجو الروسي وفصائل مسلحة مدعومة من إيران.
كان الملك عبد الله، وهو حليف وثيق للولايات المتحدة، قد أشاد بالرئيس الروسي بوتين أثناء زيارته لموسكو في أغسطس/آب، وساعدت القوات الروسية في سوريا على تحويل دفة الحرب، مما مكّن قوات الأسد من استعادة مساحات من الأراضي كانت قد فقدت السيطرة عليها.
من جانبها، أعطت موسكو ضمانات لإسرائيل والأردن وواشنطن في ذلك الوقت بأنها ستمنع الفصائل المسلحة المدعومة من إيران من توسيع نفوذها في المنطقة المجاورة أيضاً لمرتفعات الجولان الإسرائيلية.
يُذكر أن درعا كانت مركز احتجاجات اندلعت في 2011 ضد حكم بشار الأسد، وحوّل تحرك الجيش لسحق المظاهرات الأوضاع إلى حرب شاملة.