انسحاب أمريكا من أفغانستان يثير المخاوف بالعراق.. عائلات سنية تخطِّط للإقامة بكردستان خشية الميليشيات

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/18 الساعة 14:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/18 الساعة 14:52 بتوقيت غرينتش
الاحتجاجات ضد الفساد في العراق، بغداد 2021/ رويترز

كشف موقع Al-Monitor الأمريكي السبت 18 سبتمبر/أيلول 2021، أن عشرات العائلات السنية في العراق قد اشترت أو استأجرت مساكن طويلة الأجل في كردستان العراق، وسط مخاوف على حياتهم من اعتداءات الميليشيات المسلحة، وخصوصاً بعد انسحاب كامل محتمل للقوات الأمريكية من بغداد على غرار ما فعلته في أفغانستان. 

بحسب الموقع الأمريكي، فإن الطائفة السُنّيّة في العراق تقيم علاقات أوثق مع إقليم كردستان العراق، أو على الأقل تنظر إليه باعتباره ملاذاً من الهجمات المتزايدة من جانب مجموعات مسلحة تحمل رؤية طائفية في البلاد. 

حيث قال أحد السكان الأصليين من قبيلة الدليم في منطقة ذات غالبية سُنّيّة شمالي بغداد، للموقع إنَّ الأكراد "أو على الأقل مَن هم في أربيل أشخاص محترمون"، بينما في بغداد لا تزال هناك "حوادث اختطاف وتهديدات وأسلحة وسرقة سيارات، لا توجد حكومة مركزية حقيقية"، وأضاف أنَّ الوضع على هذه الشاكلة منذ سنوات عديدة.

ووصف المتحدث للموقع أنَّ "الوضع في بغداد عبارة عن فوضى"، مُضيفاً أنَّ إقليم كردستان العراق في المقابل "هادئ".

كما أشار إلى أنَّ منزله الواقع قرب قاعدة التاجي الجوية، التي انسحبت منها الولايات المتحدة رسمياً العام الماضي، قد فُجِّر على يد "إرهابيين" جهاديين في 2013، بعدما لم يعبأ بتهديدات سابقة بسبب مزاولة الأعمال مع القوات الأمريكية بصورةٍ ما. وقال إنَّه فَقَدَ أقارب مُقرَّبين في الهجوم وتعرَّض هو نفسه لإصابات شديدة وانتقل إلى أربيل بعد ذلك.

مظالم مشتركة 

بحسب الموقع، يتشاطر السنة والأكراد في العراق المظالم المستمرة منذ فترة طويلة من المجموعات الشيعية العراقية المسلحة المرتبطة بإيران، وأمضت الكثير من الأسر من محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين ذات الغالبية السُنّيّة سنوات في كردستان العراق بعد الفرار من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، قبل أن تتمكن من العودة إلى محافظاتها الأم، وشكَّلت روابط مع المجتمع المحلي.

ويبدو الآن أنَّ هجمات المجموعات المرتبطة بإيران على أربيل تؤدي إلى تقارب أكبر بين الأكراد والعرب السُنّة في العراق بطرق كانت ستبدو غير متوقعة خلال سنوات حكم صدام حسين مباشرةً. 

كان صدام، الذي تولى الرئاسة بين عامي 1979 و2003، عربياً سُنّياً أصدر الأوامر بشن عمليات عسكرية أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأكراد في أواخر الثمانينات.

يأتي كل ذلك في الوقت الذي صبحت المخاوف حقيقية من أنَّ الولايات المتحدة قد تنسحب تماماً من المواقع القليلة التي تحتفظ فيها بوجود في العراق وسوريا، وذلك بعد انسحابها المفاجئ من أفغانستان، وبالتالي تترك المكونات العربية السُنّيّة العربية والكردية المحلية المعارضة للمجموعات المسلحة المرتبطة بإيران أكثر عُرضة للمخاطر.

المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش، العقيد واين ماروتو، قال لموقع Al-Monitor في رسالة عبر البريد الإلكتروني إن "قوة المهام المشتركة ستواصل العمل إلى جانب شركائها العراقيين لضمان الهزيمة الدائمة لداعش". 

وشدد على أنَّ مهمة التحالف لم تتغير، لكنَّه لم يُعلِّق بشكل محدد على سؤال بخصوص أي خطط أمريكية للانسحاب بصورة كاملة من المنطقة.

تحميل المزيد