تقدم طالب إسرائيلي بطلب للجوء في بريطانيا بعد أن فرّ من إسرائيل في عام 2017 إثر تلقيه خطاب استدعاء للخدمة العسكرية، ويقول إنه يخشى تجنيده وإجباره على ارتكاب جرائم حرب إذا رُحِّل من بريطانيا إلى إسرائيل والتحق بالجيش.
وفق ما ذكره تقرير موقع Middle East Eye البريطاني الخميس 16 سبتمبر/أيلول 2021، يقول محامو الطالب الحاخامي، البالغ من العمر 21 عاماً، الذي حصل على أمر بعدم الكشف عن هويته، إنه فرَّ من إسرائيل في عام 2017 بعدما تلقى خطاب استدعاء للخدمة العسكرية.
إذ رفضت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل طلب اللجوء الأولي الذي قدمه في ديسمبر/كانون الأول 2020 وهو يستأنف الآن. ومن المقرر أن تنظر محكمة استئناف الهجرة في مانشستر يوم الإثنين، 20 سبتمبر/أيلول، قضيته.
مخاوف من ارتكاب جريمة الفصل العنصري
الموقع البريطاني قال إنه من النادر أن يطلب يهودي إسرائيلي اللجوء إلى المملكة المتحدة لأنه مستنكف ضميري، أو لأي سبب آخر؛ ولهذا السبب وحده، فإنَّ القضية غير عادية.
لكن محاميه سيحتجون أيضاً بأنَّ موكلهم يشعر بالقلق على وجه التحديد من أنه سيُجبَر على ارتكاب جريمة الفصل العنصري، وهي حجة غير مسبوقة لقضية لجوء بريطانية تتعلق بإسرائيل أو فلسطين، التي يمكن أن تؤثر على القضايا المستقبلية.
قال فهد أنصاري، المحامي في شركة Riverway Law في المملكة المتحدة، الذي يمثل الطالب: "يحاول موكلنا إثبات قضيته في سياق عمل إسرائيل بصفتها دولة فصل عنصري".
كما أضاف: "لسوء الحظ، في أي طلب لجوء يشمل الفلسطينيين، سواء كانوا من الضفة الغربية أو غزة، لا يوجد أبداً أي نقاش حول الحقيقة المُتغافَل عنها؛ وهي طبيعة الفصل العنصري في إسرائيل، التي هي في النهاية مصدر معاناة الفلسطينيين وفرارهم من أرضهم".
يرفض الصهيونية ووجود إسرائيل
يقول الأنصاري إنَّ موكله يرفض الصهيونية ووجود إسرائيل، وذلك على أساس معتقداته السياسية وانتمائه لليهودية الحريدية، التي تنص تعاليمها على أنه لا ينبغي لليهود العودة بأعداد كبيرة إلى فلسطين حتى عودة المسيح.
طوال عقود من الزمان، أُعفي اليهود الحريديم من الخدمة في الجيش الإسرائيلي للدراسة بدلاً من ذلك في المدارس الدينية اليهودية. لكن في السنوات الأخيرة، كان هناك نقاش حاد وجدل قانوني حول هذه القضية.
في غضون ذلك، أشار فهد إلى وجود تجنيد إجباري لطلاب المدارس الدينية مثل موكله.
وفقاً لإيلان بابي، الأستاذ في جامعة إكستر الذي كتب تقريراً يُستخدَم دليلاً في القضية، قد يواجه الطالب اتهامات بالفرار من الخدمة في إسرائيل تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 15 عاماً.
كتب بابي أنَّ "الطالب سيتعرض لانتهاكات لكونه من الحريدية"، نقلاً عن تقارير إعلامية إسرائيلية عن شبان أرثوذكس تعرضوا لسوء المعاملة أثناء قضاء عقوبات بتهمة الفرار من الخدمة في السجن.
مخاوف من تعرضه للاضطهاد في إسرائيل
أشار بابي أيضاً إلى أنه في حال تجنيد الطالب، فسيكون جزءاً من كتيبة نيتسح يهودا، وهي وحدة مشاة من حريدية في لواء كفير الذي يشرف على نقاط التفتيش في الضفة الغربية المحتلة.
كتب بابي: "يمكن أن ينتهي الأمر بالمُستأنَف إلى أن يكون جزءاً من احتلال الضفة الغربية". وقال فهد إنه بخلاف التجنيد الإجباري، يخشى موكله أيضاً أنه سيتعرَّض للاضطهاد بسبب معتقداته إذا أعيد إلى إسرائيل.
من جانبه، قال محامي حقوق الإنسان الإسرائيلي مايكل سفارد، لموقع Middle East Eye، إنَّ العديد من الرافضين- الاسم الذي يطلق على الشباب الإسرائيلي الذين يرفضون الخدمة في الجيش- يقولون إنهم لن يشاركوا في الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد استشهدوا على وجه التحديد بنظام الفصل العنصري باعتباره إحدى هذه الجرائم.