قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الثلاثاء 14 سبتمبر/أيلول 2021، إن أسرى سجن جلبوع الستة الذي انتزعوا حريتهم الإثنين الماضي، استمروا 6 أشهر في حفر النفق الذي ساعدهم في الهروب، دون أن تتمكن مصلحة السجون الإسرائيلية من ضبطهم، على الرغم من معرفة معظم الأسرى بالأمر.
يأتي ذلك في أحدث تفاصيل يكشف عنها لحادثة هروب الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع شديد التحصين، والتي أظهرت فشلاً وإخفاقاً كبيرين لدى الجهات الامنية الإسرائيلية.
وفيما تمكنت قوات الاحتلال من اعتقال 4 أسرى بعد مطاردة استمرت 5 أيام، ما زال أسيران آخرين على قيد الحرية بعد 8 أيام من الحادثة.
الكل يعلم إلا إدارة السجن
تحت عنوان "الكل يعرف إلا مصلحة السجون"، نشرت صحيفة هآرتس تقريرها الذي كشفت فيه تفاصيل جديدة عن عملية الهروب، أهمها أن "معظم الأسرى في السجن كانوا يعرفون بالنفق وقد حافظوا على السرية لمدة طويلة من أجل نجاح العملية، وهو ما يشير إلى إخفاق المخابرات الإسرائيلية في اختراق صفوف الأسرى".
حيث تقول الصحيفة بناءً على شهادات ومصادر خاصة إنّ "النفق لم يكن سرياً، أسرى كثر في سجن جلبوع كانوا يعرفون بأمره، لكن استخبارات مصلحة السجون فشلت في معرفة الأمر".
توضح التحقيقات كذلك أنّ "الحفريات في النفق استمرت نحو 6 أشهر ولم تستطع استخبارات مصلحة السجون كشف أي شيء".
توقفوا 20 دقيقة
كان موقع "والا" الإسرائيلي قد كشف في وقت سابق أن أحد عناصر السجن الذي كان يجلس في غرفة المراقبة، انشغل بمشاهدة التلفاز بدلاً من مراقبة الشاشات؛ لذا لم يلحظ هروب الأسرى الذي سجلته الكاميرات.
الموقع نقل عن مسؤول إسرائيلي تأكيده أن الأسرى عندما بدأوا بالخروج من النفق، بدأوا في النباح بساحة السجن، وأوضح أن لدى مصلحة السجون منظومة جديدة للإنذار تعمل عند نباح الكلاب.
عملت هذه المنظومة بعدما بدأ الكلاب بالنباح، وأطلقت الإنذار في غرفة المراقبة، لكن الحارس المسؤول لم يلاحظ ذلك بسبب مشاهدته التلفاز.
بحسب موقع "والا" أيضاً، فإن كاميرات المراقبة "سجلت عملية الهروب وخروج الأسرى من النفق"، وأضاف أن الأسير زكريا الزبيدي كان أول من خرج من النفق، فيما واجه أحد الأسرى صعوبة بالخروج من الفتحة الضيقة، وقام الأسرى الآخرون بسحبه.
بقي الأسرى قرب فتحة النفق حوالي 20 دقيقة، ثم انتقلوا إلى الأراضي الزراعية القريبة من النفق، دون أن يلحظ أحد تحركاتهم.
كذلك بيّن الموقع الإسرائيلي، أنه قبل أيام من الهروب، كان هنالك رمال في الصرف الصحي بسجن جلبوع، وذكر أن عمال نظافة داخل السجن عثروا على رمال في حاويات القمامة، مستكملاً: "السجانون قالوا لهم إن كل شيء على ما يرام".
تسببت حادثة هروب الأسرى في حرج كبير للسلطات الإسرائيلية، لا سيما أن سجن جلبوع يُعد من السجون التي تتمتع بحصانة شديدة.
دفعت عملية الهروب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، إلى انتقاد مصلحة السجون الإسرائيلية، بشدة، الأحد 12 سبتمبر/أيلول 2021.
بينيت قال إنه كانت "هناك سلسلة كبيرة من الفشل والإخفاقات، فقد تدهورت بعض أنظمة الدولة في السنوات الأخيرة"، مضيفاً أن "مقدار الطاقة والجهود من أجل إصلاح سلسلة الأخطاء والإخفاقات هائل"، معتبراً أن إصلاح الأخطاء "يستوجب فحص واستخلاص الدروس والعبر".
كذلك أشار بينيت إلى أنه اتخذ "قراراً مع وزير الأمن الداخلي عومر بارليف بتشكيل لجنة لفحص حادثة الهروب (من سجن جلبوع)"، ولفت إلى أن الفحص سيكون شاملاً وجدياً.
هروب أسرى جلبوع يكلّف إسرائيل مبالغ كبيرة لتغطية نفقات البحث عنهم،
فقد كانت قوات إسرائيلية قد أعادت خلال يومي الجمعة والسبت الفائتين، اعتقال 4 أسرى فلسطينيين فروا من سجن "جلبوع" الأسبوع الماضي، وهم: القيادي السابق في كتائب "شهداء الأقصى" زكريا الزبيدي، ومحمود العارضة، ومحمد العارضة، ويعقوب قادري، بينما لا يزال أسيران طليقين وهما: مناضل النفيعات وأيهم كممجي.