تسارعت حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية، الأحد 12 أيلول/سبتمبر 2021، مع إعلان رئيسة بلدية باريس الاشتراكية آن إيدالغو ترشيحها رسمياً، وتخلي زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن قيادة حزبها لتركيز جهودها بالكامل على الاستحقاق الرئاسي العام المقبل، في حين برز اسم الكتاب الفرنسي اليميني إريك زمور على الساحة.
ترجح استطلاعات الرأي انتقال لوبان إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2022، بعدما تواجهت في الانتخابات الماضية مع إيمانويل ماكرون الذي هزمها، أما إيدالغو التي تترشح للمرة الأولى، فتبقى حظوظها في الفوز ضئيلة، بحسب استطلاعات الرأي.
إريك زمور المثير للجدل
وإن كانت لوبان تواجه احتمال التنافس مع إريك زمور، الكاتب السياسي والصحفي الجدليّ الذي يبقي الغموض مخيماً حول نواياه الانتخابية، فإن إيدالغو تطلق حملتها وسط مشهد سياسي مكتظ بمرشحين يراوحون بين أقصى اليسار والاشتراكيين مروراً بالمدافعين عن البيئة.
زمور الكاتب الفرنسي اليميني قال، خلال مقابلة أجراها مساء السبت، إنه سيحظر على المسلمين في فرنسا إطلاق اسم (محمد) على أبنائهم، في حالة وصوله إلى منصب رئيس الجمهورية. علماً أنه لم يترشح بعد رسمياً للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في أبريل/نيسان 2022.
كما أوضح زمور أن من بين الإجراءات التي سيتخذها في حالة انتخابه رئيساً لفرنسا، وضع قواعد للأسماء التي تطلق على أطفال المسلمين.
وأضاف: "سنطلب من المسلمين قصر دينهم على العقيدة والممارسة وليس تطبيق قوانينهم"، مهدداً بالتعامل مع المسلمين "كما تعاملت الثورة الفرنسية ونابليون (بونابرت) مع اليهود".
وأضاف: "سأعيد العمل بقانون 1803 (القانون المدني للجمهورية الفرنسية قبل تعديله) حيث يحظر على أي فرنسي تسمية ابنه محمد".
وزمور كاتب مثير للجدل ومعروف بآرائه وطروحاته العنصرية والمعادية للمهاجرين.
على الرغم من أن زمور لم يعلن ترشحه بعد رسمياً لهذه الانتخابات، فإن أحزاباً كثيرة، خصوصاً المحسوبة على اليمين المتطرف، واليمين الفرنسي الممثل بحزب الجمهوريين، أخذت هذا الطرح على محمل الجد، حتى أصبح حديثاً سياسياَ يومياً.
لوبان تُفرغ نفسها للمنافسة على الرئاسة
لوبان (53 عاماً) سلمت من جهتها رئاسة حزبها التجمع الوطني لمساعدها جوردان بارديلا، وعرضت برنامجها بالتفصيل في خطاب ألقته في فريجوس (جنوب)، فيما أكدت إيدالغو (52 عاماً) ترشيحها في كلمة ألقتها في روان (غرب).
وقبل سبعة أشهر من الدورة الأولى، رددت الأولى شعار حملتها "الحريات" عارضة بعض أبرز مواضيعها مثل مكافحة الهجرة وانعدام الأمن.
لوبان وعدت أيضاً بتنظيم استفتاء حول الهجرة فور انتخابها، وباعتماد أكبر قدر من الصرامة في مكافحة الجريمة، متعهدة بـ"وضع الجانحين الفرنسيين في السجن، والأجانب في الطائرة"، وبترميم هيبة السلطة في "مدن المخدرات أو المناطق التي باتت أشبه بمناطق طالبان".
ووعدت بإقرار استفتاء الاستشارة الشعبية الذي يسمح بطرح قوانين أو تعديلات قانونية على المواطنين، ونظام انتخابي بالنسبية.
أما على الصعيد الدولي، أكدت لوبان أن فرنسا ستنسحب من القيادة الموحدة للحلف الأطلسي التي تنشر برأيها "المنطق الحربي والذي تخطاه الزمن للكتلتين السابقتين إبان الحرب الباردة"، منتقدة بهذه المناسبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
لوبان أضافت: "فرنسا ستقرر بحرية أي حروب أو تدخلات عسكرية تقبل بتنفيذها بما يخدم مصلحتها الوطنية"، مؤكدة "لن يذهب أي فرنسي إلى حتفه في حروب ليست حروبنا".
وفي ما يتعلق بالمؤسسات الأوروبية، وعدت بـ"إعادة السلطة إلى الأمم".
وقالت: "سنعترف بحق كل دولة في تغليب مصلحتها الوطنية"، مؤكدة عزمها على "وضع حد للديكتاتورية التكنوقراطية المجنونة" التي تتهم المؤسسات الأوروبية بفرضها.
إيدالغو ركزت على أمور أخرى
من جانبها، بددت إيدالغو التكهنات معلنة أنها "مرشحة لتوفير مستقبل لأطفالنا، كل أطفالنا".
كما شددت على "خبرتها" كرئيسة بلدية العاصمة باريس وعلى سياستها في مكافحة التلوث الناتج من السيارات، مسلطة الضوء على البعد البيئي لحملتها.
وأعلنت: "علينا أن ننجز التحول البيئي"، واعدة بـ"خطة لخمس سنوات لإزالة الكربون من اقتصادنا"، وببدء مفاوضات لزيادة الأجور وتوسيع اللامركزية، ومواضيع أخرى مثل الحق في الموت بكرامة.
لم تكشف إيدالغو تفاصيل برنامجها الدولي، مكتفية بالقول إنها تريد "فرنسا أقوى، فرنسا أكثر ثقة بإمكانها إيصال صوتها الفريد مجدداً في أوروبا والعالم".
وهاجمت المرشحتان الرئيس إيمانويل ماكرون الذي وصفتاه بـ"العجرفة".