أظهر مقطع فيديو المكان الذي اعتقلت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسيرين الفلسطينيين: زكريا الزبيدي، ومحمد العارضة، فجر السبت 11 سبتمبر/أيلول 2021، بعد فرارهما رفقة 4 أسرى آخرين من سجن جلبوع شديد الحراسة الإثنين الماضي.
موقع "عرب 48" نشر فيديو من داخل منطقة أم الغنم، التي سبق وأن قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم إلقاء القبض على الأسيرين فيها.
أظهر الفيديو مكان اختباء الأسيرين في أرض زراعية محاطة بعدد من المنازل، وذكر الموقع أن طائرة مروحية وأخرى مسيّرة كان تبحث في المكان عن الأسيرين طوال الليل.
أضاف الموقع أن الأسيرين حاولا الاختباء بين شاحنات كانت قريبة منهما، لكن الشرطة التي كانت تنتشر بكثرة ألقت القبض عليهما.
جاء اعتقال الزبيدي والعارضة بعد ساعات من اعتقال القوات الإسرائيلية أسيرين آخرين هما محمود العارضة ويعقوب قادري، ليصبح بذلك 4 من الأسرى الستة الذين فروا رهن الاعتقال مجدداً لدى الاحتلال.
المكان الذي تم فيه اعتقال زكريا الزبيدي ومحمد العارضة – فيسبوك
لا توجد رواية رسمية بعد عن تفاصيل عملية اعتقال الأسيرين العارضة والزبيدي، وهو أحد قادة كتائب شهداء الأقصى سابقاً، لكن القناة الـ12 العبرية ذكرت أن معلومات استخبارية وصلت إلى الشرطة، تشي بمكان اختباء الأسيرين قبل اعتقالهما.
بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن الشرطة حصلت على معلومات قبيل الساعة الخامسة من صباح اليوم السبت، تفيد بوجود مشتبهين "ليسا محليين" يتجولان بالقرب من حقل زيتون ملاصق لموقف سيارات شاحنات في قرية أم الغنم.
أفادت الهيئة الإسرائيلية أيضاً بأن الزبيدي حاول الفرار، لكنه كان منهكاً للغاية، وأظهرت صور انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي الزبيدي بعد اعتقاله، وكانت الكدمات بادية على وجهه.
يُعد الزبيدي أحد أبرز الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، إذ شغل سابقاً منصب عضو في المجلس الثوري لحركة فتح، كما شارك في الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وفي عمليات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.
نجا الزبيدي 4 مرات من محاولات اغتيال إسرائيلية، وأصيب على إثرها بتسع رصاصات، وانفجرت في وجهه عبوة ناسفة لا تزال آثارها على جسده حتى اليوم.
تقول وسائل إعلام محلية إن الزبيدي كان المسؤول عن "التخطيط لعمليات استشهادية في عمق إسرائيل"، قُتل فيها عشرات الإسرائيليين، رداً على المجازر التي ارتكبها العدو أثناء الانتفاضة الثانية، وفي مقدمتها تدمير مخيم جنين وحصاره، حيث كان يقيم مع رفاق سلاحه.
يعتبر الزبيدي من أبرز المطلوبين من قِبل الأمن الإسرائيلي، قبل أن يحصل على عفو هو ورفاقه في منتصف عام 2007، حيث قام بتسليم أسلحته إلى السلطة الفلسطينية، وانتقل إلى المقاومة الثقافية من خلال المسرح والفنون.
في 2011 ألغت إسرائيل العفو عنه واعتقلته وسجنته في سجن جلبوع العسكري شمالي فلسطين، بعدما اتهمه جهاز الأمن العام "الشاباك" بالمشاركة في هجمات إطلاق النار خارج مستوطنة بيت إيل.
كان يستحاق أيلان، وهو ضابط سابق في "الشاباك"، قد وصف الزبيدي بأنه "قطّ شوارع.. لطالما حاولنا الإمساك به لكنه أفلت من أيدينا، والآن أعيد اعتقاله لانخراطه مرة أخرى في أنشطة إرهابية"، وفق تعبيره.
يُشار إلى أن اثنين من الأسرى لا يزال مصيرهما مجهولاً، فيما تواصل قوات الاحتلال البحث المكثف عنهما، وكانت إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين قد أشعلت غضباً وفعاليات احتجاجية في الأراضي الفلسطينية، فيما حمّلت فصائل المقاومة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى.