طالب ذوو اثنين من الأسرى الستة، الذين نجحوا الإثنين 6 سبتمبر/أيلول 2021، في الفرار من سجن "جلبوع" الإسرائيلي، "أبناء الشعب الفلسطيني" بتوفير "الحماية" للأسرى الهاربين، معربين عن قلقهم من تعرُّضهم لأي أذى بعد معانقتهم الحرية هرباً من واحد من أشد سجون الاحتلال حراسة، وذلك على الرغم من تجاربهم السابقة في الفرار والمطاردة.
في وقت سابق من الإثنين، تمكن 6 أسرى فلسطينيين، جميعهم من منطقة جنين، من الهروب سجن "جلبوع" الإسرائيلي (شمال) عبر نفق، بحسب مصلحة السجون الإسرائيلية، وأظهرت صور تداولتها وسائل الإعلام عبر العالم، نفقاً ضيقاً اخترق زنزانة الأسرى، وامتد إلى غاية أمتار من السجن.
قلق الأهل
جبريل الزبيدي، شقيق زكريا الزبيدي، وهو من مخيم جنين (شمال): "تلقينا الخبر (الهروب) مثل كل الناس، أن 6 أسرى هربوا من جلبوع"، وأضاف أنهم كعائلة "خائفون على زكريا، رغم تجاربه السابقة في الاعتقال والمطاردة".
المتحدث ذاته صرح قائلاً: "رسالتنا كعائلة: نحن خائفون على أخونا، أتمنى من الشعب (…) أي أحد يعرف أي معلومة، ليس ضرورياً أن ينشرها".
وتابع مخاطباً الشعب الفلسطيني: "الأسرى أمانة في أعناقكم، نحن تحت المجهر (..) الشباب أمانة عند الشعب الفلسطيني والحكومة والأجهزة الأمنية، وكل واحد يقول أنا فلسطيني.. (نطلب منه) حافظوا عليهم".
"انتصار على الجلاد"
هكذا يرى جبريل هروب شقيقه وباقي الأسرى، كما وصف زكريا بأنه "إنسان وطني، قدّم وضحَّى، وأمْن زكريا الزبيدي والشباب على عاتق الشعب الفلسطيني".
يُذكر أن زكريا الزبيدي (45 عاماً)، معتقل منذ 27 فبراير/شباط 2019، ومازال موقوفاً ولم يصدر بحقه حكم.
من جهتها، تُبدي فتحية عارضة، افتخارها بما فعله ابنها محمود، مضيفة: "أفتخر وأعتز بمحمود، الحمد لله، ربنا يرضى عليه"، لكنها تضيف أنها تخشى عليه ممن وصفتهم بـ"الخونة".
وتكمل: "فرحنا، وزعلنا"، بعد وصول نبأ الهروب، "لأن الهروب صعب"، ودعت والدة محمود "أي دولة" يتوجه لها ابنها، للحفاظ عليه، وحمايته.
بخصوص محمود عارضة (46 عاماً)، فقد تم اعتقاله عام 1996، وحُكم عليه بالسجن المؤبد إضافة إلى 15 عاماً بتهمة الانتماء والعضوية في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
"الهروب الكبير"
قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية قالت إنّ من بين الأسرى زكريا الزبيدي، القائد السابق في كتائب شهداء الأقصى (خلايا عسكرية محسوبة على حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح") وعضو المجلس الثوري للحركة.
كما أضافت أن بين الأسرى الهاربين خمسة أسرى ينتمون لحركة "الجهاد الإسلامي"، وهم: مناضل يعقوب نفيعات، ومحمد قاسم العارضة، ويعقوب محمود قدري، وأيهم فؤاد كمامجي، ومحمود عبد الله العارضة".
وفي وقت سابق من الإثنين، عزز جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته قرب مدينة جنين، وأغلق حاجز "الجلمة" الرابط بين المدينة وإسرائيل.
إضافة إلى ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه إلى "الأناضول"، أن "قوات كبيرة من الشرطة، بالتعاون مع حرس الحدود والجيش الإسرائيلي، باشرت بنشاط تفتيش وبالتعاون مع جهاز الأمن العام".