قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته الخميس 2 سبتمبر/أيلول 2021، نقلاً عن الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، إنه "يُحتمل" أن تسعى الولايات المتحدة للتنسيق مع طالبان بشأن ما يُعرف بضربات مكافحة الإرهاب في أفغانستان ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أو غيره من التنظيمات.
إذ أصبحت طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة وطالبان ومداها إحدى القضايا الرئيسية التي يتعين التعامل معها الآن بعد أن انتهت الحرب واكتمل الانسحاب الأمريكي من أفغانستان. وكانت الأسابيع الثلاثة الماضية شهدت تنسيقاً عسكرياً يومياً بين القادة العسكريين الأمريكيين وقادة طالبان لتسهيل عمليات إجلاء أكثر من 124 ألف شخص من البلاد، لكنها كانت قضية توافقَ الطرفان على حلها.
تقليل المخاطر
في هذا السياق، قال ميلي عن التنسيق التعاوني الأخير مع طالبان في مطار كابول: "في الحرب تفعل ما يقع عليك فعله لتقليل أي مخاطر تعتري مهمتك أو قواتك، ولا يتعلق الأمر بما تريد القيام به بالضرورة".
جاءت تصريحات ميلي في مؤتمر صحفي عُقد يوم الأربعاء 1 أغسطس/آب 2021، مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، وفي المؤتمر نفسه وصف ميلي طالبان بأنها "لا تعرف الرحمة"، وأضاف أنه "لا يعرف ما إذا كانوا سيتغيرون أم لا، سيكون علينا الانتظار لنتبين ذلك".
على النحو نفسه، أبدى أوستن ارتياباً لا يقل عمَّا لدى زميله مارك ميلي فيما يتعلق باحتمال أن يشير التنسيق الأخير بين الجيش الأمريكي وطالبان في مطار كابول إلى علاقة مستقبلية مع الحركة. وقال أوستن: "لن أقفز إلى أي استنتاجات غير منطقية فيما يتعلق بقضايا أوسع نطاقاً".
عدو صريح
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أشار عدة مرات مؤخراً إلى أن حركة طالبان عدوٌ صريح لما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في خراسان (داعش خراسان)، ما يشير إلى وجود مصلحة مشتركة للحركة مع الولايات المتحدة في مواجهة التنظيم.
فيما توعد بايدن بمزيد من الاستهداف لتنظيم داعش رداً على التفجير الانتحاري الذي وقع الأسبوع الماضي، بالقرب من مطار كابول وأسفر عن مقتل 150 أفغانياً و13 جندياً أمريكياً، وأعلن التنظيم مسؤوليته عنه.
مع ذلك، يُتوقع أن يصبح استهداف مقاتلي داعش وغيره من التنظيمات المسلحة، مثل تنظيم القاعدة، أصعب مع عدم وجود قوات عسكرية أمريكية على الأرض ولا قوات حكومية صديقة لتبادل المعلومات. لكن إدارة بايدن تجزم بأنها تستطيع تحجيم هذه الجماعات عن طريق المراقبة الكثيفة وربما توجيه ضربات لأي أصول تابعة لها في أماكن أخرى من المنطقة.
كان بايدن قد كلف وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بالتنسيق مع الشركاء الدوليين لحملِ حركة طالبان على الوفاء بتعهداتها بتوفير ممرٍ آمن للأمريكيين وغيرهم ممن يريد مغادرة البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية، لكن يقع عليه الآن عبء التوصل إلى مسار جديد للعلاقة مع الحركة.
في المقابل وصف رئيس القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكينزي، علاقة الولايات المتحدة مع طالبان أثناء عمليات الإجلاء، بأنها كانت "عملية للغاية وفعَّالة في تحقيق مصالح الطرفين"، مشيراً إلى أنهم ساعدوا في تأمين المطار.