قالت وكالة رويترز، في تقرير نشرته يوم الأربعاء 1 سبتمبر/أيلول 2021، إن جماعات مسلحة تسيطر على أجزاء كبيرة من ليبيا منذ التظاهرات التي دعمها حلف شمال الأطلسي على حكم معمر القذافي في 2011، وتتصارع هذه الجماعات للسيطرة على الأرض والأصول الاقتصادية، بما في ذلك تهريب المهاجرين.
في المقابل، يواجه اللاجئون الأفارقة الراغبون في السفر إلى أوروبا عن طريق ليبيا الكثير من الانتهاكات، التي وصلت إلى حد الاغتصاب والإجبار على العمل في الدعارة على يد جماعات مسلحة داخل ليبيا.
حيث تقول المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، إن هناك أكثر من 500 ألف مهاجر مسجل في ليبيا. وهذا العام زاد عدد الأشخاص الذين يحاولون عبور إفريقيا إلى أوروبا.
حلم الوصول إلى أوروبا
يقول التقرير إن حليمة وليام اجتازت الصحراء من نيجيريا إلى ليبيا، أملاً في الوصول إلى أوروبا بحثاً عن حياة أفضل، لكنها أُجبرت على العمل في الدعارة، حتى نجحت في الفرار ووجدت ملاذاً في منزل آمن فريد من نوعه.
حيث تعكس قصة حليمة (23 عاماً) وزوجها مارك (27 عاماً)، الذي واجه أيضاً الاحتجاز والإساءة، المخاطر التي تحيق بعدد متزايد من المهاجرين المستميتين في سبيل الوصول إلى ما يأملون أن يكون الأمان والرخاء في الغرب.
رغم التئام شملهما بمحض الصدفة في المنزل الآمن في بني وليد، حيث وجدا نوعاً من الأمان في الوقت الراهن، فما زالا يأملان في الوصول إلى إيطاليا والفرار من بلد يجتاحه العنف والفوضى منذ عقد من الزمن.
التسلل داخل ليبيا
في المقابل غادر مارك نيجيريا أولاً وسافر براً ثم تسلل إلى داخل ليبيا عبر حدودها الصحراوية في سيارة، ونجح في الوصول إلى طرابلس في 2016. واحتجزه مسلحون فور وصوله إلى بني وليد، التي تبعد 180 كيلومتراً جنوبي العاصمة.
في حين ظل مارك محتجزاً لسبعة أشهر عند رجال طالبوه بدفع فدية مقابل إطلاق سراحه، ودفع لهم في نهاية المطاف. ووجد عملاً في بني وليد كعامل بناء، ورتب مع حليمة عبر الهاتف لمّ شملهما ومواصلة رحلة السفر.
العمل في الدعارة
من جانبها وصلت حليمة إلى ليبيا في 2018، عبر نفس المسار الذي سلكه زوجها. وقالت إن صديقاً باعها للعمل في الدعارة عندما وصلت إلى بني وليد، وفشلت في الاتصال بزوجها لأنها لم تكن تملك هاتفاً ليبياً.
لكن بعد أربعة أشهر نجحت في الفرار والوصول إلى المنزل الآمن الذي تدعمه الأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود، المعنية بالعمل الإنساني، ووجدت زوجها هناك بالفعل.
في حين قالت مستعيدة ذكرى اللحظة الأولى للم شملهما "عانقته وقبلته وشرعت في البكاء، كان هو أيضاً يبكي". وأضافت "شعرت بدهشة لأنني لم أكن أعلم أنني سأراه مجدداً".
من جانبه قال مؤسس المنزل الآمن، الحسين بن غرسة، إنه كان يريد إظهار المعدن الطيب الحقيقي للشعب الليبي وسكان بني وليد.
فيما يعمل المنزل الآمن منذ عام 2015 ويوفر طعاماً ورعاية طبية كاملة، وتأسس بتبرعات من السكان والشركات المحلية. ويؤوي المنزل الآن 12 مهاجراً معظمهم من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، وقال بن غرسة "قمنا بهذا العمل لأن هذه مدينة الكرم والضيافة".