في جريمة جديدة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، أعدمت الجيش الإسرائيلي شاباً فلسطينياً بالرصاص عندما كان عائداً من عمله في وقت متأخر ليلة الثلاثاء 31 أغسطس/آب 2021، تاركاً وراءه أربعة أطفال وزوجة مكلومة وأبوين وحيدين.
يأتي مقتل الشاب بعد يومين من لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في مدينة رام الله، حيث أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن اتفاق الطرفين على تسهيلات جديدة لفائدة الفلسطينيين.
تفاصيل جريمة الاحتلال
"شبكة القدس" الإخبارية الفلسطينية قالت إن قوات الاحتلال أعدمت الشاب رائد يوسف جاد الله قرب المدخل الغربي لبلدة بيت عور غرب رام الله في الضفة الغربية، الليلة الماضية، بينما كان عائداً من عمله إلى أطفاله وزوجته الذين حرمهم الاحتلال منه إلى الأبد.
بينما كشف مهدي سلمان، صديق الشهيد، أنه توجّه إلى المنطقة الفاصلة بين بيت عور والأراضي المحتلة عام 1948 بعد أن تلقى اتصالاً من رائد، كي يوصله إلى المنزل بعد أن عاد من عمله في الداخل المحتل.
يتابع: "عندما وصلت إلى المكان سمعت أصوات إطلاق نار وبعد أن ترجلت من مركبتي رأيت بقعاً من الدم، اتصلت على هاتف رائد لكنه لم يجب، وبدأ صوت هاتفه يعلو من مكان قريب ومشيت باتجاه الصوت، حتى عثرت عليه وقد فارق الحياة بعد أن تركه جنود الاحتلال ينزف حتى استشهد".
كما أشار إلى أن قناصة الاحتلال أطلقوا النار تجاه رائد من مسافة بعيدة نسبياً، ولم يتوجهوا إلى مكانه وبقي ينزف حتى استشهد. وتنتشر في محيط مكان استشهاد رائد أبراج عسكرية لجيش الاحتلال توفر لقناصته القدرة على استهداف الفلسطينيين.
رائد أب لثلاثة أولاد وبنت أصبحوا أيتاماً الآن، بعد أن قرر جنود الاحتلال إعدامه في الضفة الغربية، وهو عائد من عمله كي يوفر لهم قوت يومهم.
غضب بعد استشهاد رائد يوسف
من جهتها، نددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الأربعاء 1 سبتمبر/أيلول، بمقتل شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر الليلة الماضية في الضفة الغربية.
قالت الوزارة في بيان إنها "تدين بأشد العبارات جريمة الإعدام الميداني التي ارتكبتها قوات الاحتلال الليلة الماضية في بيت عور التحتا غرب رام الله والتي أودت بحياة الشهيد رائد يوسف جاد الله (39 عاماً) وهو أب لأسرة فلسطينية".
كما حمّلت الوزارة في بيانها "الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة". وقالت إنها "تتابع ملف الإعدامات الميدانية بحق أبناء شعبنا مع الجنائية الدولية ومكونات المجتمع الدولي ومراكز صنع القرار في الدول".
فيما قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن شاباً قتل برصاص الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من الليلة الماضية بالقرب من بلدة بيت عور التحتا في الضفة الغربية.
بينما قال سكان محليون من قرية بيت عور التحتا إن جاد الله متزوج وأب لأربعة أطفال أصغرهم عمره عام واحد كان عائداً من عمله في إسرائيل عندما أطلقت عليه النار عند منتصف الليلة الماضية.
أضافوا أن الشبان من القرية تمكنوا من نقل الجثمان من المكان الذي قتل فيه على المدخل الغربي للقرية إلى المجمع الطبي في مدينة رام الله.
بعد يوم من لقاء عباس وغانتس
يأتي مقتل الشاب بعد يومين من لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في مدينة رام الله في الضفة الغربية، وهو اللقاء الذي واجه انتقادات سواء من حركة المقاومة الفلسطينية أو داخل الحكومة الإسرائيلية.
قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية إن عباس أطلع أعضاء اللجنة التنفيذية خلال اجتماعهم الليلة الماضية في مقر الرئاسة على تفاصيل اجتماعه في مدينة رام الله بالوزير بيني غانتس.
أضافت الوكالة أن الاجتماع بين عباس وغانتس "تركز على ضرورة الالتزام بالشرعية الدولية وحل الدولتين رغم معرفتنا بأن وضع الحكومة الإسرائيلية الحالية غير ناضج لعملية سلام جدية".
كما ذكرت الوكالة أنه جرى خلال اجتماع عباس مع غانتس في الضفة الغربية "الاتفاق على بعض القضايا مثل لمّ شمل العائلات، وحل القضايا العالقة بشأن المقاصة ببنودها المختلفة".
إضافة إلى مناقشة قضية أسرى ما قبل أوسلو "وهي الدفعة الرابعة التي لم يلتزم نتنياهو بإطلاق سراحهم، واسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الجانب الإسرائيلي، ووقف الاستيطان واعتداءات المستوطنين، واحترام قرارات الشرعية الدولية".
فيما انتقدت حركة حماس لقاء عباس مع غانتس، وقالت على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم إنه "مستنكر ومرفوض ويعمق الانقسام السياسي الفلسطيني".