أعلنت لجنة درعا البلد المكلفة من الأهالي بالتفاوض مع النظام السوري، مساء الأحد 29 أغسطس/آب 2021، انهيار المفاوضات، بسبب التصعيد الأخير والقصف الشديد الذي تتعرض له الأحياء المحاصرة.
وتواصل قوات النظام مدعومة بميليشيات أجنبية قصف أحياء درعا البلد وحي طريق السد والمخيمات بالأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الصواريخ الشديدة الانفجار، مما أسفر عن دمار كبير في المناطق السكنية، في ظل حصار مفروض على المنطقة منذ نهاية يونيو/حزيران 2021.
بحسب وسائل إعلام سورية فإن قصف المدينة لم يهدأ منذ صباح السبت، استخدم النظام خلاله صواريخ الفيل ذات القدرة التدميرية العالية، والمدفعية الثقيلة، مع محاولات للنظام بالتقدم من ثلاثة محاور قبل أن يتمكن مقاتلو البلدة من صد الاقتحام.
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال في تقرير له إن نحو 10 شهداء وجرحى قد سقطوا بقصف النظام على حي طريق السد الواقع ضمن الأحياء المحاصرة في درعا، الأحد.
بالتزامن، تتعرض للقصف مناطق أخرى في محافظة درعا ينتشر فيها مقاتلون مناهضون للنظام، كبلدة طفس.
فشل المفاوضات
قال المرصد في بيانه إن لجان حوران المركزية أعلنت النفير العام في كافة مناطق حوران بعد التصعيد الكبير على أحياء درعا البلد، ومحاولات قوات النظام اقتحام المنطقة.
وأشارت لجان حوران المركزية في بيانها إلى أنه "رغم كل محاولاتها السلمية والتفاوض للوصول إلى حلول مُرضية للجميع لوقف القتل والتجويع والدمار، فإن قوات النظام تصر على جر المنطقة إلى حرب طاحنة يقودها ضباط إيرانيون وميليشيات طائفية متعددة الجنسيات".
في الأيام القليلة الماضية، تم التوصل بوساطة روسية إلى تفاهمات أسفرت عن خروج دفعتين تضمان العشرات من المقاتلين المناهضين للنظام وعائلاتهم من درعا إلى الشمال السوري.
بيد أن الاشتباكات استمرت رغم ذلك في الأحياء المحاصرة، ولم تحقق المفاوضات بين اللجنة المكلفة من أهالي درعا البلد والنظام أي تقدم حتى الآن، في ظل إصرار قوات النظام على اجتياح المدينة.
يُشار إلى أن هذه الأحياء تشهد حملة عسكرية منذ 24 يونيو/حزيران، اشتدت خلال اليومين الماضيين بعد الفشل في التوصل إلى تسوية.
ويعاني المدنيون في الأحياء المحاصرة في درعا البلد أزمة إنسانية، في ظل استمرار القصف والمواجهات في المدينة منذ أكثر من شهرين.