ذكرت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، الإثنين 30 أغسطس/آب 2021، أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، اتفق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على إقراض السلطة الفلسطينية نصف مليار شيكل (نحو 155 مليون دولار)، وذلك بعد أول لقاء جمعهما مساء أمس الأحد، وهو ما استنكرته حركتا "حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، الإثنين، في بيانين منفصلين.
وكانت السلطة الفلسطينية ومكتب غانتس قد أكدا، مساء الأحد، عقد هذا اللقاء، حيث تم "التباحث حول مجموعة من الملفات، خاصةً الأمنية منها، المتعلقة بالضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة".
تفاصيل القرض
حسب القناة نفسها، فإن غانتس أبلغ عباس، خلال اللقاء، أن وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وافق على إقراض السلطة الفلسطينية نصف مليار شيكل، وأضافت أن القرض الإسرائيلي للسلطة سيتم سداده من أموال المقاصة اعتباراً من يونيو/حزيران 2022.
والمقاصة هي عائدات الضرائب الفلسطينية التي تجبيها الحكومة الإسرائيلية نيابة عن السلطة، على واردات الأخيرة من إسرائيل والخارج، مقابل عمولة 3%.
كما ستزيد إسرائيل من تصاريح العمل للفلسطينيين من الضفة الغربية بمقدار 15 ألف عامل، وستضيف 1000 عامل في صناعة السياحة، وستصدر تصاريح بناء للفلسطينيين في المنطقة "ج"، بحسب المصدر ذاته.
فيما تشكل المنطقة "ج" نحو 60% من مساحة الضفة الغربية المحتلة، وتقع تحت المسؤولية الأمنية والمدنية الإسرائيلية الكاملة.
يُذكر أنه حتى الساعة الـ14:45 ت.غ، لم يصدر عن السلطة الفلسطينية أي تأكيد رسمي بشأن ما نشرته "كان" حول تفاهمات عباس وغانتس.
"حماس" و"الجهاد" تستنكران خطوة عباس
فقد قال الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، في بيان صحفي: "لقاء رئيس السلطة محمود عباس مع وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس، مُستنكَر ومرفوض من الكل الوطني، وشاذ عن الروح الوطنية عند شعبنا الفلسطيني".
كما أضاف أن "مثل هذه اللقاءات استمرار لوهم قيادة السلطة في رام الله، بإمكانية إنجاز أي شيء لشعبنا الفلسطيني عبر مسار التسوية الفاشل".
البيان نفسه لفت إلى أن هذا السلوك "يُعمِّق الانقسام السياسي الفلسطيني، ويُعقّد الحالة الفلسطينية".
وقال قاسم: "هذه اللقاءات بين قيادة السلطة والاحتلال تشجع بعض الأطراف في المنطقة، التي تريد أن تُطبّع مع الاحتلال، وتُضعف الموقف الفلسطيني الرافض للتطبيع".
من جهتها، أدانت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، اللقاء.
إذ قال الناطق باسم الحركة طارق سِلْمي، في تصريح صحفي، إن "لقاء عباس-غانتس الذي جاء على وقع جرائم الاحتلال وحصاره وعدوانه، طعنة لشعبنا".
كما أضاف أن "دماء الأطفال الذين قتلهم جيش الاحتلال، بأوامر من غانتس، لاتزال على الأرض لم تجف بعد".
قبل أن يتابع سلمي: "السلطة ورئيسها يديرون الظهر للتوافق الوطني، ويضعون شروطاً تخدم الاحتلال لاستئناف الحوار الوطني، بينما يتسابقون للقاء قادة العدو ويضعون يدهم في الأيدي الملطخة بالدماء البريئة".