أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد 29 أغسطس/آب 2021، أن هدف بلاده هو تعافي أفغانستان من مشاكلها في أسرع وقت، وأن أنقرة مستعدة لتقديم كافة أنواع الدعم لتحقيق ذلك، مشيراً إلى احتمالية عقد اتفاق مع حركة "طالبان"، على غرار الاتفاق الذي أبرمته أنقرة سابقاً مع ليبيا.
جاء ذلك في تصريح أدلى به للصحفيين خلال عودته إلى تركيا بعد إتمام جولته الخارجية التي شملت البوسنة والهرسك والجبل الأسود، خلال اليومين الماضيين.
حيث قال أردوغان، في معرض رده على سؤال حول إمكانية عقد اتفاق مع أفغانستان مماثل للاتفاق المبرم مع ليبيا: "من الممكن عقد اتفاق مماثل، يكفي أن نجد من نتحاور معه، تركيا هدفها الوحيد هو حل المشاكل".
كانت الحكومة الليبية الشرعية السابقة قد وقَّعت مع تركيا، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مذكرة تفاهم لمساعدتها على تطوير قدرات قواتها العسكرية والأمنية.
خطط بديلة
أردوغان أضاف أن تركيا لديها خطط بديلة حيال كافة الاحتمالات المتعلقة بأمن سفارتها في كابول، وأن أولويتها هي توفير أمن موظفيها هناك، موضحاً أن أنقرة "مستعدة لدعم وحدة أفغانستان، يكفي أن نرى رغبة من الأطراف الأفغانية لتحقيق هذه الوحدة".
ورداً على سؤال حول تطورات الأوضاع الأمنية في كابول، أجاب أردوغان: "علينا أن نكون حذرين حيال الأوضاع في كابول، فقبل مدة قصيرة وقع انفجار أسفر عن مقتل ما يقارب 200 شخص، والمعلومات الاستخباراتية تفيد بقيام تنظيم داعش بهذه العملية الإرهابية".
في حين أردف قائلاً: "على مدى 20 عاماً، قدمت تركيا خدمات كبيرة لأفغانستان سواء بالبنية التحتية أو الفوقية، لكن طالبان ألحقت أضراراً بهذه المنشآت في الأقسام الشمالية من البلاد، والآن أيضاً نريد أن نساعد أفغانستان؛ فتركيا لديها خبرات وبنية تحتية قوية".
فيما أشار إلى أن السفارة التركية في كابول تعمل منذ أسبوعين في المطار، لكن الموظفين عادوا قبل يومين إلى مقر السفارة في مركز المدينة ويواصلون أعمالهم من هناك.
كما أكد أردوغان وجوب تمتع المرأة الأفغانية بنفس الحقوق التي تتمتع بها المرأة التركية، متابعاً: "أعتقد أن نظرة طالبان إلى المرأة حالياً، لن تكون مثل ما كانت عليه قبل 20 عاماً، لا بد أن طالبان ستعمل على تغيير هذه النظرة".
المسيرات التركية الهجومية
في السياق، نوّه أردوغان إلى وجود ما وصفه بالتهافت الدولي الكبير على شراء المسيرات التركية، مؤكداً عزم بلاده للارتقاء إلى مصاف الدول الرائدة في تكنولوجيا الطائرات الحربية بدون طيار.
إذ قال في كلمة، الأحد، خلال مشاركته في حفل تسليم المسيَّرة الهجومية "أقينجي" للجيش التركي: "قمنا بتصدير المسيرة بيرقدار تي بي 2 إلى أوكرانيا وقطر وأذربيجان، وتم إبرام اتفاقيات تصدير جديدة"، منوهاً إلى أن العديد من الدول تنتظر دورها للحصول على الطائرات المسيرة التركية.
كما أوضح أنه بالمسيَّرة الهجومية "أقينجي" أصبحت تركيا من بين ثلاث دول في العالم تمتلك هذه التكنولوجيا، مستطرداً: "هدف بلادنا الآن هو تطوير مسيرات يمكنها الإقلاع والهبوط على حاملات الطائرات التركية ذات المدرج القصير".
في حين ذكر أن من أعظم إنجازات تركيا التاريخية رفع نسبة المساهمة المحلية في الصناعات الدفاعية من 20 إلى 80% خلال وقت قصير، مشيراً إلى أنهم سيمتلكون الإمكانيات اللازمة لاستخدام مسيراتهم ذات القدرة على الهبوط في المدارج القصيرة في مهمات ما وراء البحار.
بينما لفت إلى أن هناك دولاً رفضت بيع المسيرات لتركيا قبل 10 أعوام، واليوم بعد النجاحات التي أحرزتها المسيرات التركية في تغيير قواعد اللعب في الساحات أصبحت المسيرات التركية حديث تلك الجهات.
وشدد على أهمية ودور تركيا في المنطقة قائلاً: "من يرغب في تحريك حجر من مكانه بمنطقتنا عليه أولاً الحصول على موافقة تركيا".