أقرت محكمة استئناف أمريكية، الأربعاء 25 أغسطس/آب 2021، حكم الإعدام الصادر بحق المواطن ديلان روف، القومي الذي قتل بدم بارد 9 أشخاص من ذوي البشرة السمراء داخل كنيسة عام 2015، في جريمة هزت أمريكا.
محكمة الاستئناف الأمريكية أصدرت قراراً يؤكد حكم الإعدام بحق روف، وذلك في ردٍّ على الاستئناف الذي قدّمه المتهم ضد قرار مماثل صدر بحقه، في يناير/كانون الثاني 2017.
وسائل إعلامية أمريكية نقلت عن وثائق قضائية أن القضاة كتبوا في نص الحكم التالي: "لا يوجد سجل بارد أو تحليل دقيق للقوانين والسوابق يمكن أن ينقل الرعب الكامل لما فعله روف، جرائمه تجعله مُعرّضاً لأقسى عقوبة يمكن أن يفرضها مجتمع عادل".
وروف، البالغ حالياً 27 عاماً، يؤمن بتفوق العرق الأبيض، وقتل 9 أشخاص من ذوي البشرة السوداء في كنيسة بمدينة تشارلستون بولاية كارولاينا الجنوبية عام 2015، حسبما أفادت وثائق المحكمة.
جريمة غير مسبوقة
بعد 14 ساعة من المطاردة استطاعت الشرطة الأمريكية توقيف ديلان روف، المتورط في الجريمة العنصرية التي كان ضحيتها مصلين في كنيسة "عمانوئيل الإفريقية الأسقفية الميثودية".
ظهر روف حينها عابس الوجه، بنظرة قاتمة، توحي بشخصية انطوائية، لا يُبدي أي ندم على ما اقترفت يداه، إذ كانت لديلان روف سوابق مع القضاء الأمريكي مرتين، الأولى في قضية تتعلق بالمخدرات، والثانية في قضية مرتبطة بانتهاك ملكية خاصة.
أحد الناجين من هذه المجزرة يروي تجربته فيقول: لقد سمعته يصرخ وقت ارتكابه الجريمة قائلاً: "أنتم بصدد اغتصاب نسائنا واجتياح بلدنا، يجب أن تموتوا"، بحسب ما نقلته شبكة فرانس 24.
فيما قالت المسؤولة المحلية عن "حركة الدفاع عن السود"، دوت سكوت، إن المشتبه به تعمّد عدم قتل أحد الأشخاص داخل الكنيسة ليحكي ما حصل.
وصرَّحت "لقد نجا لأن القاتل قال له لن أقتلك؛ لأنني أريد أن تقول لهم ماذا حصل".
شخصية "انطوائية"
بحسب شبكة "CNN" الأمريكية، فإن حساب روف على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يعطي فكرة أكثر وضوحاً عن توجهاته، حيث يظهر مرتدياً قميصاً يحمل علم جنوب إفريقيا في زمن التمييز العنصري وعلم روديسيا، التي كان يحكمها نظام عنصري قبل أن تصير اليوم زيمبابوي.
تجدر الإشارة إلى أن النظامين معاً يلقيان إعجاباً خاصاً من قبل الكثير من المجموعات العنصرية في الولايات المتحدة، إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية أفادت بأن ديلان روف لم يكن ينتمي لأي من هذه المجموعات.
كما ظهر ديلان في صورة أخرى جالساً على سيارة تحمل ترقيماً يحيل إلى أمريكا أيام الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد، بين الجزء الشمالي لأمريكا المناهض للعنصرية والجزء الجنوبي المدافع عنها.
يحكي بعض زملائه في الثانوية أن روف تفوّه مراراً بتصريحات عنصرية، ويؤكدون أنه كان يحمل أفكاراً متطرفة، وفي بعض الأحيان كان يحكي نكتاً عنصرية كذلك، إلا أن زملاءه لم يكونوا يأخذون كل ذلك على محمل الجد.
كان والده أهداه بندقية في عيد ميلاده، بحسب ما أعلنه عمه لوسائل إعلام أمريكية، الذي وصف روف بـ"الهادئ والانطوائي جداً".
وتشهد أمريكا كثيراً من حوادث العنصرية، وقد ارتفعت حدتها منذ تولي الرئيس دونالد ترامب الحكم، وكذلك مع خسارته في الانتخابات الأخيرة، إذ تعاظمت قوة اليمين المتطرف ذي التوجهات العنصرية، والمؤيدين له، وارتفعت حدة ووتيرة هجماتهم.
كما شكّلت حادثة مقتل الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد على يد الشرطة خنقاً، العام الماضي، نقطةً فارقةً في التاريخ الأمريكي، إذ تبعتها احتجاجات ضخمة ومواجهات، وتغيّرات سياسية كبيرة على مستوى الولايات الأمريكية وخارجها.