أعلن المتحدث الصحفي لـ"البنتاغون"، الخميس 26 أغسطس/آب 2021، وقوع انفجار آخر على الأقل في محيط فندق البارون على مقربة من بوابة آبي بمطار كابول.
يأتي هذا الانفجار بعد أن سقط، الخميس، 13 قتيلاً بينهم أطفال وجنود أمريكيون، في الانفجار المزدوج الذي شهده محيط مطار حامد كرزاي بالعاصمة الأفغانية كابول. وقالت الخارجية الأمريكية، في تصريحاتٍ نقلها موقع "ديسكلوز"، إن "4 أمريكيين على الأقل بين قتيل وجريح"، من جراء الانفجار.
في السياق ذاته، قال مسؤول أمريكي- لم يكشف عن هويته- لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، إن "تنظيم داعش وراء الانفجار".
هجوم معقد
المتحدث باسم "البنتاغون" قال إن الانفجار الآخر الذي وقع، كان عند بوابة آبي، وذلك نتيجة "هجوم معقد" أسفر عن سقوط عدد من الضحايا الأمريكيين والمدنيين.
من جانبها أعلنت حركة طالبان، أن الانفجار الذي وقع عند البوابة الشرقية للمطار وتُعرف باسم "آبي"، أسفر عن "13 قتيلاً على الأقل، بينهم أطفال"، حسبما نقلت قناة "الحرة" الأمريكية (رسمية).
في حين قال مسؤول بالبيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، اطلع على أمر الانفجار. وذكر مصدر مطلع أن بايدن كان في اجتماع مع مسؤولين أمنيين؛ لمناقشة الوضع بأفغانستان عندما وصلت الأنباء الأولى عن الانفجار.
في المقابل فإن واشنطن بصدد الخطوات الأخيرة لإنهاء وجودها العسكري الذي استمر 20 عاماً بأفغانستان.
كذلك تسابق الولايات المتحدة الزمن لإتمام عمليات الإجلاء الجوية للأمريكيين وبعض الأفغان من كابول قبل موعد نهائي لانسحابها العسكري الكامل بحلول 31 أغسطس/آب.
إلى ذلك وفي تحذير صدر الأربعاء عن السفارة الأمريكية في كابول، نصحت الولايات المتحدة مواطنيها بتجنب التوجه لمطار كابول، وقالت إن من يقفون على أبوابه عليهم المغادرة على الفور، بسبب مخاطر أمنية غير محددة.
يشار إلى أن السفارة الأمريكية في كابول والتي تتخذ من المطار مقراً لها، "طالبت جميع الرعايا الأمريكيين بتجنب مطار حامد كرزاي والابتعاد عن محيطه".
تنظيم "داعش"!
في سياق متصل فإنه بعد أشهر من إعلان "الدولة الإسلامية" الخلافة في العراق وسوريا عام 2014، انضم مقاتلون منشقون عن طالبان الباكستانية إلى المسلحين في أفغانستان لتشكيل فصيل إقليمي، وتعهدوا بالولاء لزعيم داعش أبو بكر البغدادي.
حيث اعترفت القيادة المركزية لتنظيم الدولة الإسلامية بالتنظيم رسمياً في العام التالي، حيث ترسخت جذوره في شمال شرقي أفغانستان، لاسيما مقاطعات كونار وننكرهار ونورستان.
كما تمكن من إنشاء خلايا نائمة في أجزاء أخرى من باكستان وأفغانستان، من ضمنها كابول، وفقاً لمراقبي الأمم المتحدة. وتتراوح أحدث التقديرات لقوته من عدة آلاف من المقاتلين النشطين إلى ما يصل إلى 500 مقاتل، وفقاً لتقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي، الشهر الماضي.
كان فرع تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان وباكستان مسؤولاً عن بعض أكثر الهجمات دموية في السنوات الأخيرة. لقد ذبح المدنيين في كلا البلدين، بالمساجد والأضرحة والساحات العامة وحتى المستشفيات.
في حين استهدفت الجماعة بشكل خاص، المسلمين من الطوائف التي تعتبرها هرطقة، وضمن ذلك الشيعة.
توجيه اللوم لـ"داعش"
كذلك وفي عام 2020، تم إلقاء اللوم عليها في هجوم صدم العالم، حيث شن مسلحون هجوماً دموياً في جناح الولادة بحي تقطنه أغلبية شيعية في كابول، مما أسفر عن مقتل 16 من الأمهات وأمهات المستقبل.
بخلاف القصف والمجازر، فشل تنظيم الدولة الإسلامية بخراسان في السيطرة على أي منطقة، وتكبد خسائر فادحة بسبب العمليات العسكرية التي تقودها طالبان والولايات المتحدة.
كذلك ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة والجيش الأمريكي، بعد مرحلة الهزائم الثقيلة، يعمل تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان الآن إلى حد كبير، من خلال خلايا سرية متمركزة بالمدن أو بالقرب منها لتنفيذ هجمات كبيرة.