أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، عن استعداده لخوض عملية عسكرية جديدة ضد قطاع غزة، حتى لو أدى ذلك إلى سقوط حكومته الائتلافية، بينما تصاعدت المواجهات على الحدود مع القطاع خلال الأيام الأخيرة.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بالتزامن مع بدئه زيارة إلى واشنطن، الثلاثاء 24 أغسطس/آب 2021، ونقلت وسائل إعلام عبرية مقتطفات منها.
الحصار على غزة سيستمر
قال بينيت إن "الحصار على غزة سيستمر ما دامت استمرت (حركة) حماس في تسليح نفسها وإطلاق الصواريخ على إسرائيل".
أضاف نفتالي بينيت أنه سيكون على استعداد لخوض حرب أخرى مع "حماس"، حتى لو أفقده ذلك دعم النواب العرب الأربعة الذين يبقيه دعمهم في السلطة.
كان نواب من "القائمة العربية الموحدة" برئاسة النائب منصور عباس، هددوا بوقف دعم الحكومة في حال شنّت حرب جديدة على غزة.
تابع بينيت: "أنا لم ولن أشرك أبداً الاعتبارات السياسية في القرارات المتعلقة بالدفاع والأمن".
كما تعهد نفتالي بينيت بألا تقوم الحكومة برئاسته بضم أراض فلسطينية، لكنه استبعد توقيع اتفاق سلام مع الفلسطينيين أو قيام دولة فلسطينية في عهده.
لكن نفتالي بينيت أشار إلى أنه سيواصل "النمو الطبيعي" لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، واعتبر أن" القدس عاصمة إسرائيل، إنها ليست عاصمة أي شعب آخر".
فيما شنّت إسرائيل عدواناً على قطاع غزة، في 10 مايو/أيار الماضي، استمر 11 يوماً، أسفر عن استشهاد 260 فلسطينياً وإصابة آلاف، فيما ردت فصائل المقاومة بإطلاق مئات الصواريخ على المدن والتجمعات الإسرائيلية، نجم عنها مقتل 13 إسرائيلياً وإصابة مئات.
معركة "سيف القدس" متواصلة
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأربعاء 25 أغسطس/آب، إن "مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي مستمرة بمختلف الأدوات والوسائل، حتى انتزاع مطالبه وتحقيق أهدافه".
جاء ذلك في بيان أصدره الناطق باسم الحركة عبداللطيف القانوع.
ذكر القانوع أن "التظاهرة المقرر انطلاقها اليوم شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة هي امتداد لمعركة سيف القدس المتواصلة في حماية شعبنا والدفاع عن مقدساتنا".
"سيف القدس" الاسم الذي أطلقته الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة على تصديها للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، الذي اندلع في 10 مايو/أيار الماضي، واستمر لمدة 11 يوماً.
كما جدّد القانوع تأكيد حركته على "استمرار هذه التظاهرات حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني"، مشيراً أن "خيارات شعبنا في غزة ستظل مفتوحة للضغط على الاحتلال حتى ينال مطالبه وكسر الحصار بشكل كامل".
الملف الإيراني حاضر
من المقرر أن يلتقي بينيت في البيت الأبيض بالرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، للمرة الأولى منذ تولي مهام منصبه رئيساً لحكومة إسرائيل، في 13 يونيو/حزيران الماضي.
بشأن الملف الإيراني، أكد نفتالي بينيت مجدداً معارضته للعودة إلى الاتفاق النووي مع طهران في نصه الأصلي، وقال إنه سيعرض على بايدن رؤية جديدة للتعامل مع الملف، تقضي بممارسة ضغوط إقليمية مشتركة على إيران.
انطلقت محادثات بين إيران والدول الغربية الكبرى في فيينا، في أبريل/نيسان الماضي، برعاية الاتحاد الأوروبي، ومشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، لكن لم تتوصل بعد 6 جولات إلى توافق يعيد إحياء الاتفاق النووي الذي تهاوى منذ العام 2018.
وتُعارض إسرائيل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015.