قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء 24 أغسطس/آب 2021، إن روسيا لن تنشر قواتها المسلحة في أفغانستان للمشاركة في أي صراع، وإن موسكو تعلمت من دروس فشل تدخل الاتحاد السوفييتي هناك على مدى عشر سنوات، بعد أن غادرت أفغانستان القوات السوفييتية عام 1989، وذلك خلال تصريح أدلى به أمام مؤتمر لحزب روسيا المتحدة الحاكم.
تصريحات الرئيس الروسي، تأتي بعد تأكيد موسكو على استعدادها من أجل المساهمة في وساطة دولية من أجل الأزمة في أفغانستان.
بوتين، صرح في المناسبة ذاتها قائلاً: "نحن دون شك لا نعتزم التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان، ناهيك عن نشر قواتنا المسلحة في صراع".
كما أضاف: "كان للاتحاد السوفييتي تجربته في هذا البلد. لقد استخلصنا الدروس اللازمة".
موسكو لا تريد أمريكا في شرق آسيا
على صعيد متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده لا ترغب برؤية القوات العسكرية الأمريكية التي سحبتها من أفغانستان تنتشر في دول آسيا الوسطى، وذلك خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المجري بيتر سيارتو، الثلاثاء، في العاصمة بوخارست، عقب لقاء ثنائي بينهما.
فقد أشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة تريد نشر قواتها التي سحبتها من أفغانستان في دول آسيا الوسطى، وأضاف: "لا نريد رؤية الجنود الأمريكيين في هذه المنطقة".
كما أضاف معللاً: "لأن لدينا مجالاً أمنياً مشتركاً، والتزامات معينة بهذا المجال، وأعني منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تتطلب إجماع كافة الدول المتحالفة بخصوص جميع القضايا المتعلقة بنشر قوات مسلحة أجنبية على أراضيها".
الوزير الروسي، اعتبر أن الولايات المتحدة ترغب في القيام بذلك "من أجل توجيه ضربات على أفغانستان عند الضرورة".
مستعدة للوساطة
الوزير الروسي، أكد أيضاً، في المناسبة ذاتها، أن بلاده والصين والولايات المتحدة وباكستان مستعدة للوساطة في حل الأزمة في أفغانستان.
كما شدد على التزام بلاده "بمهمة إرساء السلام والاستقرار على أرض أفغانستان؛ حتى لا تشكل أي تهديدات للمنطقة".
في السياق نفسه، أوضح لافروف أن روسيا تعارض فكرة السماح للاجئين الأفغان بدخول منطقة آسيا الوسطى التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي السابق والواقعة بين روسيا وأفغانستان أو نشر قوات أمريكية هناك.