قالت صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 23 أغسطس/آب 2021، إن الصين نجحت في تطوير أكثر أنفاق الرياح تقدماً في العالم، مع قدرةٍ على محاكاة سرعة الصوت بـ30 ضعفاً، ليمنح بذلك بكين الأفضلية في سباق الأسلحة فرط الصوتية.
منشأة JF-22 في بكين تستطيع محاكاة سرعات تصل إلى 37 ألف كم/ساعة، متفوقةً بفارقٍ كبير عن منافسيها في الولايات المتحدة، ومن المقرر اكتمال تأسيس المنشأة خلال العام الجاري.
بينما قدّر هان جويلاي، الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم، أنّ هذا الإنجاز سيجعل الصين متقدمةً على الغرب بـ20 أو 30 سنة.
حيث بدأت الولايات المتحدة وروسيا بالفعل في تطوير الصواريخ فرط الصوتية التي يُمكن إطلاقها في الفضاء بحمولات نووية، لكن عليهما أولاً بناء أنفاق رياح لمحاكاة الظروف التي تمر بها الأسلحة فرط الصوتية خلال الرحلة.
ويُقال إنّ نفق الرياح الجديد يستخدم الانفجارات الكيميائية لتوليد تدفق هواء عالي السرعة بدلاً من الضواغط الميكانيكية، وهذا من شأنه أن يُكوّن موجات صدمة، ودرجات حرارة، وضغط مشابه لما تتعرض له الطائرات والأسلحة عند سرعات عالية.
وعلى النقيض نجد أنّ أكثر أنفاق الرياح تطوراً في أمريكا، بمنشأة Lens II في نيويورك، تستخدمه وكالة ناسا لإعادة تكوين ظروف على سرعات تصل إلى 9 ماخ لوقتٍ أقصر بكثير من المنشأة الصينية، وهناك أنفاق رياح تستخدم تكنولوجيا مشابهة في اليابان وألمانيا.
ومن شأن هذا الإنجاز الصيني أن يُغذي المخاوف بشأن سباق تسلح نووي جديد.
إذ حذّر وزير الخارجية الأسبق اللورد هيغ من أنّ الأسلحة فرط الصوتية تُمثّل تهديداً متزايداً ضد الغرب: "إذا كنت تعتقد أنّ صوامعك المُعزّزة ستُدمّر بالكامل على يد صواريخ فرط صوتي… فعليك حينها أنّ تتخذ قرار الإطلاق من عدمه في مرحلةٍ مبكرة من الأزمة".
بينما أكّد المسؤولون الصينيون في إعلانهم لهذا الإنجاز، عبر التلفزيون المحلي، على قدراته غير العسكرية. حيث قال رئيس المشروع شيانغ تسونغ لين لشبكة China Central Television الصينية: "الفكرة الأساسية لنفق الرياح الجديد هو تخصيصه لنظام مركبات الفضاء في البلاد، وإذا نجحنا فسوف نتمكّن من خفض تكاليف عمليات إطلاق الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية بنسبة 90%".
كما قال شيانغ إنّ المركبات فرط الصوتية تستطيع بسهولة بلوغ أي مكانٍ على وجه الأرض في غضون ساعتين: "من الآن فصاعداً سوف نُجري الاختبارات، وستظهر مشكلاتٌ على الأرجح خلال هذه المرحلة، لذا سنكون حذرين للغاية من أجل ضمان سلامة الجميع".
وتنظر القوى الغربية عموماً بقلق إلى وصول الصين للفضاء، حيث أعاد الرئيس بايدن ترتيب أولويات الإنفاق الدفاعي في ميزانيته الأخيرة لصالح تطوير الترسانة النووية الأمريكية، مع تخصيص جزءٍ من الأموال لعمليات البحث وتطوير الأسلحة فرط الصوتية، وأنظمة "الجيل المقبل". وقالت نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس، في فبراير/شباط: "يجب أن نُحدّث ترسانتنا إذا أردنا للردع أن يستمر، ويجب أن نرغب في زيادة سرعة وحجم الابتكارات".
في حين يجري الاحتفاء بهذا الإنجاز داخل الصين على أنّه يُمثل لحظةً فارقة في برنامج الفضاء المزدهر، الذي شهد إرسال مركبات روفر إلى القمر والمريخ. حيث قال شيانغ: "يُعتبر نفق الرياح بمثابة مهد المركبات الفضائية. ومن خلاله فقط يمكننا بناء محركات ومركبات فضائية. لقد كان هذا الحلم يراود فريقنا طيلة الخمسة أو الستة عقود الماضية".