وسط تدهور الوضع الأمني، نصحت الولايات المتحدة رعاياها في أفغانستان، السبت 21 أغسطس/آب 2021، بعدم الذهاب إلى مطار كابول، بسبب ما وصفته بـ"التهديدات المحتملة"، وذلك مع سعي البعض إلى الفرار من البلاد بعد أسبوع تقريباً من سيطرة حركة طالبان على البلاد.
تضمن التحذير الأمريكي: "هناك تهديدات أمنية محتملة خارج بوابات مطار كابول، ولذلك ننصح الرعايا الأمريكيين بتفادي الذهاب إلى المطار، وتحاشي بوابات المطار في الفترة الحالية ما لم تتلقوا تعليمات فردية بذلك من ممثل للحكومة الأمريكية".
جاء ذلك التحذير في إشعار خاص بالتنقل صادر عن السفارة الأمريكية بعد وصول الملا عبدالغني برادر، رئيس المكتب السياسي للحركة، إلى كابول لإجراء محادثات مع قادة آخرين بهدف تشكيل حكومة أفغانية جديدة بعد تقدم طالبان السريع بمختلف أنحاء أفغانستان.
كانت عدة صور قد انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي لأفغان يركضون حول طائرة نقل أمريكية من طراز سي-17 ويتشبثون بجانبيها. وأظهر مقطع فيديو منفصل شخصين يسقطان فيما يبدو من طائرة عسكرية بعد إقلاعها من مطار كابول.
حشود متزايدة
منذ ذلك الحين، تزايدت الحشود في المطار، بينما حث مقاتلو حركة طالبان مَن لا يملكون وثائق سفر على العودة إلى ديارهم. وقال مسؤولون بحلف شمال الأطلسي وطالبان إن ما لا يقل عن 12 شخصاً قُتلوا في المطار وحوله منذ يوم الأحد الماضي.
فيما أكد المسؤول في حلف شمال الأطلسي، والذي رفض الإفصاح عن هويته، أنه تم إجلاء نحو 12 ألف أجنبي وأفغاني يعملون لدى السفارات وجماعات الإغاثة الدولية من أفغانستان منذ دخول طالبان العاصمة، مشيراً إلى أن "عملية الإجلاء بطيئة، لأنها محفوفة بالمخاطر، لأننا لا نريد أي شكل من أشكال الاشتباكات مع أعضاء طالبان أو المدنيين خارج المطار".
المسؤول أضاف: "لا نريد أن نبدأ لعبة إلقاء اللوم فيما يتعلق بخطة الإجلاء".
من جهته، وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الوضع خارج مطار كابول بأنه "رهيب وصعب للغاية"، فيما تضغط بعض الدول الأعضاء من أجل استمرار عمليات الإجلاء إلى ما بعد الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة والذي يحل في 31 أغسطس/آب الجاري.
في المقابل، أكد مسؤول من طالبان لوكالة رويترز أن الفوضى حول مطار كابول ليست مسؤولية طالبان، مضيفاً: "كان يمكن للغرب أن تكون لديه خطة أفضل للإجلاء".
سويسرا وألمانيا تؤجلان رحلات الإجلاء
في وقت سابق من يوم السبت، أعلنت وزارة الخارجية السويسرية أن بلادها أرجأت رحلة طيران عارض إلى أوزبكستان بهدف المساعدة في جهود الإجلاء من أفغانستان المجاورة، مشيرة إلى تدهور الوضع الأمني على الأرض؛ مما أعاق الوصول إلى مطار كابول.
حيث أضافت الوزارة السويسرية، في بيان: "تدهور الوضع الأمني حول مطار كابول بشكل كبير خلال الساعات الماضية. هناك عدد كبير من الأشخاص أمام المطار وأحياناً تعوق المواجهات العنيفة الوصول إلى المطار في كابول".
كما أشارت إلى أنه "لا يمكن حالياً نقل سوى عدد قليل من الأشخاص جواً من كابول إلى طشقند. نظراً لعدم وجود حاجة لعمليات الإجلاء من طشقند في الوقت الحالي، أجّلت وزارة الخارجية رحلة الطيران العارض إلى عاصمة أوزبكستان التي كان من المقرر إتمامها السبت".
بخلاف ذلك، أكدت قالت الوزارة نفسها أن ألمانيا ألغت أيضاً رحلات الإجلاء المقررة السبت، في حين تواجه دول أخرى صعوبات متزايدة في إجلاء مواطنيها وموظفيها من المواطنين الأفغان.
بدورها، قالت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب كارينباور للصحفيين، السبت، إن الجيش الألماني نقل نحو ألفي شخص من مطار كابول جواً، بينما جرى تأجيل إجلاء نحو ألفين آخرين، منوهة إلى أن طائرتين هليكوبتر خفيفتين، شُحنتا إلى كابول ليلاً، جاهزتان لبدء عمليات الإجلاء خارج المدينة بالتنسيق مع شركاء دوليين على الأرض.
يشار إلى أنه جرى إجلاء آلاف الأجانب والأفغان العاملين لدى السفارات ومنظمات الإغاثة الدولية من مطار كابول منذ دخول مقاتلي طالبان العاصمة.
في حين قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الجمعة 20 أغسطس/آب، إنه تم إجلاء حوالي 13 ألفاً على متن طائرات عسكرية أمريكية منذ 14 أغسطس/آب.
كانت سويسرا قد أعلنت، الجمعة، أنها نظمت رحلة طيران عارض إلى أوزبكستان لدعم عمليات الإجلاء من أفغانستان.